حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas

منتدى لمحبي الله ورسوله والساعين لمرضاته وجنته ، المسارعين في الخيرات ودفع الشبهات ، الفارين من الشهوات .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره...ج1 11

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tamaraahmaro
القلم المميز والكاتب النشيط
القلم المميز والكاتب النشيط
tamaraahmaro


عدد المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 18/08/2011
العمر : 34

لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره...ج1 11 Empty
مُساهمةموضوع: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره...ج1 11   لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره...ج1 11 Emptyالجمعة نوفمبر 14, 2014 10:06 am

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " رواه مسلم

وروى هذا الحديث سفيان الثوري ، فقال فيه : سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ووهم في قوله : " سعيد بن يسار " إنما هو : أبو سعيد مولى ابن كريز ، قاله أحمد ويحيى والدارقطني ، وقد روي بعضه من وجه آخر . وخرجه الترمذي من رواية أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم ، لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله ، كل المسلم على المسلم حرام : عرضه وماله ودمه ، التقوى هاهنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ."

وفي " الصحيحين " من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه " .
وخرجه الإمام أحمد ولفظه " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، وبحسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ."


شرح الفاظ الحديث وما جاء به من الهدي والعبر والدروس:

** قوله عليه السلام : " لا تحاسدوا " يعني : لا يحسد بعضكم بعضا ، والحسد مركوز في طباع البشر ، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل .
ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام ، فمنهم من يسعى في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول والفعل ، ثم منهم من يسعى في نقل ذلك إلى نفسه ، ومنهم من يسعى في إزالته عن المحسود فقط من غير نقل إلى نفسه ، وهو شرهما وأخبثهما ، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه ، وهو كان ذنب إبليس حيث كان حسد آدم عليه السلام لما رآه قد فاق على الملائكة بأن خلقه الله بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء ، وأسكنه في جواره ، فما زال يسعى في إخراجه من الجنة حتى أخرج منها ،.
ويروى عن ابن عمر أن إبليس قال لنوح:" اثنتان بهما أهلك بني آدم : الحسد ، وبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما ، والحرص [ وبالحرص ] أبيح آدم الجنة كلها ، فأصبت حاجتي منه بالحرص . " خرجه ابن أبي الدنيا .

وقد وصف الله اليهود بالحسد في مواضع من كتابه القرآن ، كقوله تعالى:" ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق." البقرة : 109 ، وقوله :" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ". النساء : 54 .

وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث الزبير بن العوام ، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم أفشوا السَّلامَ بينَكم . "
الراوي: الزبير بن العوام المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2510خلاصة حكم المحدث: حسن

وخرج أبو داود من حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:" إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب "، أو قال :" العشب ". حديث ضعيف

وخرج الحاكم وغيره من حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" سيُصيبُ أمتي داءُ الأُمَمِ : الأشَرُ والبطَرُ والتكاثُرُ والتشاحُنُ في الدنيا ، والتباغُضُ والتحاسُدُ ، حتى يكونَ البَغْيُ "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3658خلاصة حكم المحدث: حسن

وقسم آخر من الناس إذا حسد غيره ، لم يعمل بمقتضى حسده ، ولم يبغ على المحسود بقول ولا بفعل . وقد روي عن الحسن أنه لا يأثم بذلك ، وروي مرفوعا من وجوه ضعيفة ، وهذا على نوعين : أحدهما : أن لا يمكنه إزالة ذلك الحسد من نفسه ، فيكون مغلوبا على ذلك ، فلا يأثم به .

والثاني : من يحدث نفسه بذلك اختيارا ، ويعيده ويبديه في نفسه مستروحا إلى تمني زوال نعمة أخيه ، فهذا شبيه بالعزم المصمم على المعصية ، وفي العقاب على ذلك اختلاف بين العلماء ، لكن هذا يبعد أن يسلم من البغي على المحسود ، ولو بالقول ، فيأثم بذلك .

وقسم آخر إذا حسد لم يتمن زوال نعمة المحسود ، بل يسعى في اكتساب مثل فضائله ، ويتمنى أن يكون مثله ، فإن كانت الفضائل دنيوية ، فلا خير في ذلك ، كما قال الذين يريدون الحياة الدنيا :" ياليت لنا مثل ما أوتي قارون " القصص : 79 ، وإن كانت فضائل دينية ، فهو حسن ، وقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله عز وجل . وفي " الصحيحين " عنه صلى الله عليه وسلم ، قال:" لا حسدَ إلا في اثنتَينِ : رجلٍ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ ، ورجلٍ آتاه اللهُ مالًا فهو ينفقُه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7529خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهذا هو الغبطة ، وسماه حسدا من باب الاستعارة .

وقسم آخر إذا وجد في نفسه الحسد ، سعى في إزالته ، وفي الإحسان إلى المحسود بإسداء الإحسان إليه ، والدعاء له ، ونشر فضائله ، وفي إزالة ما وجد له في نفسه من الحسد حتى يبدله بمحبة أن يكون أخوه المسلم خيرا منه وأفضل ، وهذا من أعلى درجات الإيمان ، وصاحبه هو المؤمن الكامل الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، كما جاء في الحديث الصحيح :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


** وقوله صلى الله عليه وسلم :" ولا تناجشوا ": فسره كثير من العلماء بالنجش في البيع ، وهو : أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها ، إما لنفع البائع لزيادة الثمن له ، أو بإضرار المشتري بتكثير الثمن عليه ، وفي " الصحيحين " عن ابن عمر ،" أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن النجشِ."
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6963خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وقال ابن أبي أوفى : " الناجش آكل ربا خائن "، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يقول :" أَقامَ رجلٌ سِلعَتَهُ، فحَلَف باللَّهِ لقد أعطَى بها ما لم يُعطِها، فنزلت : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا } . وقال ابنُ أبي أوْفَى:" الناجِشُ آكِلُ ربًا خائِنٌ ."
الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2675خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

قال ابن عبد البر : أجمعوا على أن فاعله عاص لله عز وجل إذا كان بالنهي عالما .

واختلفوا في البيع ، فمنهم من قال : إنه فاسد ، وهو رواية عن أحمد ، اختارها طائفة من أصحابه ، ومنهم من قال : إن كان الناجش هو البائع أو من واطأه البائع على النجش فسد ، لأن النهي هنا يعود إلى العاقد نفسه ، وإن لم يكن كذلك لم يفسد ، لأنه يعود إلى أجنبي .
وكذا حكي عن الشافعي أنه علل صحة البيع بأن البائع غير الناجش ، وأكثر الفقهاء على أن البيع صحيح مطلقا وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في رواية عنه ، إلا أن مالكا وأحمد أثبتا للمشتري الخيار إذا لم يعلم بالحال ، وغبن غبنا فاحشا يخرج عن العادة ، وقدره مالك وبعض أصحاب أحمد بثلث الثمن ، فإن اختار المشتري حينئذ الفسخ ، فله ذلك ، وإن أراد الإمساك ، فإنه يحط ما غبن به من الثمن ، ذكره أصحابنا .

ويحتمل أن يفسر التناجش المنهي عنه في هذا الحديث بما هو أعم من ذلك ، فإن أصل النجش في اللغة : إثارة الشيء بالمكر والحيلة والمخادعة ، ومنه سمي الناجش في البيع ناجشا ، ويسمى الصائد في اللغة ناجشا ، لأنه يثير الصيد بحيلته عليه ، وخداعه له ، وحينئذ فيكون المعنى لا تتخادعوا ، ولا يعامل بعضكم بعضا بالمكر والاحتيال .
وإنما يراد بالمكر والمخادعة إيصال الأذى إلى المسلم : إما بطريق الأصالة ، وإما اجتلاب نفعه بذلك ، ويلزم منه وصول الضرر إليه ، ودخوله عليه ، وقد قال عز وجل :" ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " فاطر : 43 . وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم :" من غشّنا فليسَ منا ، والمكرُ والخداعُ في النارِ "
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1058خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
وقد ورد حديث لأبي بكر الصديق ا-مرفوع وضعيف - قوله عليه السلام:" ملعون من ضار مسلما أو مكر به " خرجه الترمذي . ضعيف والمعنى من الفاظه صحيحة- عدم ايقاع الضرر على اي مسلم !!!

فيدخل على هذا التقدير في التناجش المنهي عنه جميع أنواع المعاملات بالغش ونحوه ، كتدليس العيوب ، وكتمانها ، وغش المبيع الجيد بالرديء ، وغبن المسترسل الذي لا يعرف المماكسة ، وقد وصف الله في كتابه الكفار والمنافقين بالمكر بالأنبياء وأتباعهم
وما أحسن قول أبي العتاهية :

ليس دنيا إلا بدين وليـ س الدين إلا مكارم الأخلاق إنما المكر والخديعة في النار هما من خصال أهل النفاق

وإنما يجوز المكر بمن يجوز إدخال الأذى عليه ، وهم الكفار والمحاربون ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الحرب خدعة ."
" سَمَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الحَرْبَ خُدْعَةً ."
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3029خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

" إذا حدثتُكم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حديثًا، فواللهِ لأنْ أخِرَّ من السماءِ، أحبُّ إليَّ من أن أكذبَ عليهِ، وإذا حدثتُكم فيما بيني وبينكم، فإنَّ الحربَ خَدعةٌ، وإني سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : " سيخرج قومٌ في آخرِ الزمانِ، أحداثُ الأسنانِ، سفهاءُ الأحلامِ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم، يمرُقون من الدينِ كما يمرقُ السهمُ من الرمِيَّةِ، فأينما لقِيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ في قتلِهم أجرًا لمن قتلَهم يومَ القيامةِ " .
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6930خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


** وقوله صلى الله عليه وسلم :" ولا تباغضوا " : نهى المسلمين عن التباغض بينهم في غير الله ، بل على أهواء النفوس ، فإن المسلمين جعلهم الله إخوة ، والإخوة يتحابون بينهم ولا يتباغضون ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ." أخرجه مسلم .

وقد حرم الله على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء ، كما قال :" إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون " المائدة : 91 .

وامتن على عباده بالتأليف بين قلوبهم ، كما قال تعالى :" واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " آل عمران : 103 ، وقال :" هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم " الأنفال : 62 - 63

ولهذا المعنى حرم المشي بالنميمة ، لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء ، ورخص في الكذب في الإصلاح بين الناس ، ورغب الله في الإصلاح بينهم ، كما قال تعالى :" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما " النساء : 114، وقال :" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما " الحجرات : 9 ، وقال : " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " الأنفال : 1.

وخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" ألا أخبرُكم بأفضلَ من درجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدقةِ ؟! قالوا بلى قالَ :" صلاحُ ذاتِ البينِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هيَ الحالِقةُ. "
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2509خلاصة حكم المحدث: صحيح

وخرج الإمام أحمد وغيره من حديث أسماء بنت يزيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" ألا أنبئكم بشراركم ؟" قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :" المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العنت . "
أبو مالك الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2849 خلاصة حكم المحدث: ذكر له شاهدا

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" خيارُ عبادِ اللهِ الَّذينَ إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ ، وشِرارُ عبادِ اللهِ المشَّاؤونَ بالنَّميمةِ ، المُفرِّقونَ بينَ الأحِبَّةِ ، الباغونَ للبُرَآءِ العَيبَ ."
الراوي: عبدالرحمن بن غنم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2824خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

وثبت عنه عليه السلام أنه مرَّ بقبرينِ يُعذَّبانِ، فقال :" إنهُما ليعذبانِ، وما يعذبانِ في كبيرٍ، أما أُحُدٍهما فكان لا يستترُ من البولِ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمةِ . ثم أخذ جريدةً رَطبةً فَشَقَّها بنِصْفَينِ، ثم غرزَ في كل قبرٍ واحدةً، فقالوا : يا رسولَ اللهِ، لِمَ صنعتَ هذا ؟ فقال : لعلهُ أن يُخففَ عنهُما ما لمْ ييبسا ."
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1361خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وأما البغض في الله ، فهو من أوثق عرى الإيمان ، وليس داخلا في النهي ، ولو ظهر لرجل من أخيه شر ، فأبغضه عليه ، وكان الرجل معذورا فيه في نفس الأمر ، أثيب المبغض له ، وإن عذر أخوه ، كما قال عمر: " إنا كنا نعرفكم إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وإذ ينزل الوحي ، وإذ ينبئنا الله من أخباركم ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق به ، وانقطع الوحي ، وإنما نعرفكم بما نخبركم ، ألا من أظهر منكم لنا خيرا ظننا به خيرا ، وأحببناه عليه ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم عز وجل " .

وقال الربيع بن خثيم :" لو رأيت رجلا يظهر خيرا ، ويسر شرا ، أحببته عليه ، آجرك الله على حبك الخير ، ولو رأيت رجلا يظهر شرا ، ويسر خيرا بغضته عليه ، آجرك الله على بغضك الشر . "

ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين ، وكثر تفرقهم ، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم ، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله ، وقد يكون في نفس الأمر معذورا ، وقد لا يكون معذورا ، بل يكون متبعا لهواه ، مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق ، وهذا الظن خطأ قطعا ، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه ، فهذا الظن قد يخطئ ويصيب ، وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى ، والإلف ، أو العادة ، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله ، فالواجب على المؤمن أن ينصح نفسه ، ويتحرز في هذا غاية التحرز ، وما أشكل منه ، فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهي عنه من البغض المحرم.

وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له ، وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ، ويكون مجتهدا فيه ، مأجورا على اجتهاده فيه ، موضوعا عنه خطؤه فيه ، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث إنه لو قاله غيره من أئمة الدين ، لما قبله ، ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق ، وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنه لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق ، فافهم هذا ، فإنه فهم عظيم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .


** وقوله :" ولا تدابروا " قال أبو عبيد : التدابر : المصارمة والهجران ، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره ، ويعرض عنه بوجهه ، وهو التقاطع .

وخرج مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله . " وخرجه أيضا بمعناه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي " الصحيحين " عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان ، فيصد هذا ، ويصد هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . "

وخرج أبو داود من حديث أبي خراش السلمي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" من هجر أخاه سنةً ، فهو كسفكِ دمِه ".
الراوي: أبو خراش السلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4915خلاصة حكم المحدث: صحيح

وكل هذا في التقاطع للأمور الدنيوية ، فأما لأجل الدين فتجوز الزيادة على الثلاث ، نص عليه الإمام أحمد ، واستدل بقصة الثلاثة الذين خلفوا وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرانهم لما خاف منهم النفاق ، وأباح هجران أهل البدع المغلظة والدعاة إلى الأهواء ..

وذكر الخطابي أن هجران الوالد لولده ، والزوج لزوجته ، وما كان في معنى ذلك تأديبا تجوز الزيادة فيه على الثلاث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم هجر نساءه شهرا .

واختلفوا : هل ينقطع الهجران بالسلام ؟
فقالت طائفة : ينقطع بذلك ، وروي عن الحسن ومالك في رواية وهب ، وقاله طائفة من أصحابنا ، وخرج أبو داود من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث ، فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه ، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر ، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم ، وخرج المسلم من الهجر . "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2757خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

ولكن هذا فيما إذا امتنع الآخر من الرد عليه ، فأما مع الرد إذا كان بينهما قبل الهجر مودة ، ولم يعودوا إليها ، ففيه نظر . وقد قال أحمد في رواية الأثرم ، وسئل عن السلام : يقطع الهجران ؟ فقال : قد يسلم عليه وقد صد عنه ، ثم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا "، فإذا كان قد عوده أي أن يكلمه أو يصافحه . وكذلك روي عن مالك أنه قال لا تنقطع الهجرة بدون العودة إلى المودة .

وفرق بعضهم بين الأقارب والأجانب ، فقال في الأجانب : يزول الهجرة بينهم بمجرد السلام ، بخلاف الأقارب ، وإنما قال هذا لوجوب صلة الرحم .


** وقوله صلى الله عليه وسلم :" ولا يبع بعضكم على بيع بعض " قد تكاثر النهي عن ذلك ففي " الصحيحين " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:
" لا يبع الرجل على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبة أخيه " .
وفي رواية لمسلم :" لا يسم المسلم على سوم المسلم ، ولا يخطب على خطبته . "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1413خلاصة حكم المحدث: صحيح

وخرجاه من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" لا يبع الرجل على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبة أخيه ، إلا أن يأذن له ".
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1412خلاصة حكم المحدث: صحيح

وخرج مسلم من حديث عقبة بن عامر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" المؤمن أخو المؤمن ، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبة أخيه ، حتى يذر . "
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1414خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهذا يدل على أن هذا حق للمسلم على المسلم ، فلا يساويه الكافر في ذلك ، بل يجوز للمسلم أن يبتاع على بيع الكافر ، ويخطب على خطبته ، وهو قول الأوزاعي وأحمد ، كما لا يثبت للكافر على المسلم حق الشفعة عنده ، وكثير من الفقهاء ذهبوا إلى أن النهي عام في حق المسلم والكافر .

واختلفوا : هل النهي للتحريم أو التنزيه !؟ فمن أصحابنا من قال : هو للتنزيه دون التحريم .
والصحيح الذي عليه جمهور العلماء : أنه للتحريم .

واختلفوا : هل يصح البيع على بيع أخيه ، والنكاح على خطبته ؟
فقال أبو حنيفة والشافعي وأكثر أصحابنا : يصح ،
وقال مالك في النكاح : إنه إن لم يدخل بها ، فرق بينهما ، وإن دخل بها لا يفرق . وقال أبو بكر من أصحابنا في البيع والنكاح : إنه باطل بكل حال ، وحكاه عن أحمد .

ومعنى البيع على بيع أخيه : أن يكون قد باع منه شيئا ، فيبذل للمشتري سلعته ليشتريها ، ويفسخ بيع الأول .
وهل يختص ذلك بما إذا كان البذل في مدة الخيار ، بحيث يتمكن المشتري من الفسخ فيه ، أم هو عام في مدة الخيار وبعدها ؟
فيه اختلاف بين العلماء ، وقد حكاه الإمام أحمد في رواية حرب ، ومال إلى القول بأنه عام في الحالين ، وهو قول طائفة من أصحابنا . ومنهم من خصه بما إذا كان في مدة الخيار ، وهو ظاهر كلام أحمد في رواية ابن مشيش ومنصوص الشافعي ، والأول أظهر ، لأن المشتري وإن لم يتمكن من الفسخ بنفسه بعد انقضاء مدة الخيار فإنه إذا رغب في رد السلعة الأولى على بائعها ، فإنه يتسبب إلى ردها عليه بأنواع من الطرق المقتضية لضرره ، ولو بإلحاح عليه في المسألة ، وما أدى إلى ضرر المسلم ، كان محرما والله أعلم .


** وقوله صلى الله عليه وسلم :" وكونوا عباد الله إخوانا " : هذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كالتعليل لما تقدم ، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركوا التحاسد ، والتناجش ، والتباغض ، والتدابر ، وبيع بعضهم على بعض ، كانوا إخوانا .
وفيه أمر باكتساب ما يصير المسلمون به إخوانا على الإطلاق ، وذلك يدخل فيه أداء حقوق المسلم على المسلم من رد السلام ، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والابتداء بالسلام عند اللقاء ، والنصح بالغيب .

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " أربعونَ خَصلةً ، أعلاهُنَّ مَنِيحةُ العَنْزِ ، ما من عاملٍ يعملُ بخَصلةٍ منها رجاءَ ثوابِها ، وتصديقَ موعودِها ، إلا أدخلَهُ اللهُ بها الجنةَ " . قال حسانُ : فعددنا ما دونَ منيحةِ العنْزِ ، من رَدِّ السَّلامِ ، وتشميتِ العاطسِ ، وإماطةِ الأذى عن الطريقِ ونحوِهِ ، فما استطعنا أن نبلُغَ خمسَ عشرةَ خَصلةً .
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2631خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وقال عليه السلام : " حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ ". وفي روايةٍ :" خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ : ردُّ السلامِ ، وتشميتُ العاطسِ ، وإجابةُ الدعوةِ ، وعيادةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجنائزِ"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2162خلاصة حكم المحدث: صحيح

" حَقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ، وعيادةُ المريضِ، واتباعُ الجنائزِ، وإجابةُ الدعوةِ، وتَشميتُ العاطسِ ."
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1240خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وفي " الترمذي " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" تهادوا ، فإن الهدية تذهب وحر الصدر " .فيه ضعف بهذا اللفظ " تذهب وحر الصدر"

وخرجه غيره ، ولفظه: " تَهادوا تحابُّوا ".
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1601خلاصة حكم المحدث: حسن

وفي " مسند البزار " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" تهادوا ، فإن الهدية تسل السخيمة ."
ضعيف ومعناه صحيح (ابن عثيمين)

" تهادوا فإنَّ الهديَّةَ تذهبُ بالضَّغائنِ "
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3/223خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

ويروى عن عمر بن عبد العزيز - يرفع الحديث - قال :" تصافحوا ، فإنه يذهب الشحناء ، وتهادوا ". ضعيف

وقال الحسن : المصافحة تزيد في الود .

وقال مجاهد : بلغني أنه إذا تراءى المتحابان ، فضحك أحدهما إلى الآخر ، وتصافحا تحاتت خطاياهما كما يتحات الورق من الشجر ، فقيل له : إن هذا ليسير من العمل ، قال : تقول يسير والله يقول :" لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ؟" الأنفال : 63 .


** وقوله صلى الله عليه وسلم :" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره " .
هذا مأخوذ من قوله عز وجل :" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " الحجرات : 10 ، فإذا كان المؤمنون إخوة ، أمروا فيما بينهما بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها ، ونهوا عما يوجب تنافر القلوب واختلافها ، وهذا من ذلك .

وأيضا فإن الأخ من شأنه أن يوصل لأخيه النفع ، ويكف عنه الضرر ، ومن أعظم الضر الذي يجب كفه عن الأخ المسلم الظلم ، وهذا لا يختص بالمسلم ، بل هو محرم في حق كل أحد ، وقد سبق الكلام على الظلم مستوفى عند ذكر حديث أبي ذر القدسي
:" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا . "
عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال :" يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا . يا عبادي ! كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه . فاستهدوني أَهْدِكم . يا عبادي ! كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه . فاستطعموني أُطعمكم . يا عبادي ! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه . فاستكسوني أكْسُكُم . يا عبادي ! إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا . فاستغفروني أغفرُ لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني . يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم . كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئًا . يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم . وإنْسَكم وجِنَّكم . كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ . ما نقص ذلك من ملكي شيئًا . يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم . وإنسَكم وجِنَّكم . قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني . فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم . ثم أوفِّيكم إياها . فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ . ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه " . وفي روايةٍ : " إني حرَّمتُ على نفسي الظلمَ وعلى عبادي . فلا تظَّالموا " .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2577خلاصة حكم المحدث: صحيح

ومن ذلك : خذلان المسلم لأخيه ، فإن المؤمن مأمور أن ينصر أخاه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" انصر أخاك ظالما أو مظلوما" قال : يا رسول الله ، أنصره مظلوما ، فكيف أنصره ظالما ؟ قال :" تمنعه من الظلم ، فذلك نصرك إياه ". خرجه البخاري بمعناه من حديث أنس بن مالك . المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6952خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ، وخرجه مسلم بمعناه من حديث جابر بن عبدالله. المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2584 خلاصة حكم المحدث: صحيح

وخرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال:" ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيه من عِرضِه ، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه ، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه ، وما من أحدٍ ينصر مسلمًا في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه ، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه ، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه "
الراوي: جابر بن عبدالله و أبو طلحة بن سهل و أبو أيوب الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5690خلاصة حكم المحدث: حديث حسن

وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" من أذل عنده مؤمن ، فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره ، أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة ."
سهل بن حنيف المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 6/76خلاصة حكم المحدث: صحيح
سهل بن حنيف المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 2402خلاصة حكم المحدث: ضعيف

وخرج البزار من حديث عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" من نصرَ أخاهُ بالغيبِ نصرهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ. "
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1217خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

ومن ذلك : كذب المسلم لأخيه ، فلا يحل له أن يحدثه فيكذبه ، بل لا يحدثه إلا صدقا ، وفي " مسند " الإمام أحمد عن النواس بن سمعان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" كبُرت خيانةً أن تُحدِّثَ أخاك حديثًا هو لك به مُصدِّقٌ وأنت له به كاذبٌ "
الراوي: سفيان بن أسيد الحضرمي المحدث: الألباني - المصدر: تصحيح العقائد - الصفحة أو الرقم: 126خلاصة حكم المحدث: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وفيه ضبارة بن مالك وهو مجهول

" إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا لما حضَرَتْه الوفاةُ قال لابنِه : إني قاصٌّ عليك الوصيَّةَ ، آمرُك باثنتَينِ و أنهاك عن اثنتَينِ ، آمرُك ب ( لاإله إلا اللهُ ) ، فإنَّ السمواتِ السبعَ و الأرَضينَ السبعَ لو وُضِعَتْ في كِفَّةٍ ، و وُضِعَتْ لا إلهَ إلا اللهُ في كِفَّةٍ ، رجَحَتْ بهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ ، و لو أنَّ السمواتِ السبعَ و الأرَضَينَ السبعَ كُنَّ حَلْقةً مُبهَمةً قصَمَتْهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ ، و سبحانَ اللهِ و بحمدِه فإنها صلاةُ كلِّ شيءٍ ، و بها يُرزَقُ الخلقُ ، وأنهاك عن الشركِ و الكِبرِ قال : قلتُ : أوْ قيل : يا رسولَ اللهِ هذا الشركُ قد عرفْناه فما الكِبْرُ ؟ - قال :" أن يكون لأَحدِنا نعْلانِ حسَنتانِ لهما شِراكانِ حسنانِ ؟" قال :" لا " قال :" هو أن يكون لأحدِنا أصحابٌ يجلسون إليه ؟" قال :" لا " قيل : يا رسولَ اللهِ فما الكِبْرُ ؟ قال :" سَفَهُ الحقِّ و غَمْصُ الناسِ "
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 134خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

ومن ذلك : احتقار المسلم لأخيه المسلم ، وهو ناشئ عن الكبر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الكبر بطر الحق وغمط الناس " خرجه مسلم من حديث ابن مسعود ، وخرجه الإمام أحمد ، وفي رواية له :" الكبر سفه الحق وازدراء الناس "، وفي رواية :" وغمص الناس " وفي رواية زيادة : فلا يراهم شيئا .
وغمص الناس : الطعن عليهم وازدراؤهم ، قال الله عز وجل :" ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن " الحجرات : 11 ، فالمتكبر ينظر إلى نفسه بعين الكمال ، وإلى غيره بعين النقص ، فيحتقرهم ويزدريهم ، ولا يراهم أهلا لأن يقوم بحقوقهم ، ولا أن يقبل من أحد منهم الحق إذا أورده عليه .

............
يتبع الجزء " 2" ان شاء الله
..........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره...ج1 11
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas  :: الأحاديث النبوية الصحيحة فقط- " True Narrations of Prophet " pbuh-
انتقل الى: