هداية عضو وفيّ
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 03/04/2012 العمر : 29 الموقع : hid@yahoo.com
| موضوع: هل ولد الرسول صلى الله عليه وسلم مختوناً أم ختن كسائر الناس ؟ الأحد مارس 15, 2015 10:42 pm | |
| هل ولد الرسول صلى الله عليه وسلم مختوناً أم ختن كسائر الناس ؟.
الحمد لله:
فقد ذكر ابن القيم رحمه الله في ختان النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقوال ، فقال :
وقد اختلف فيه على أقوال :
أحدها : أنه ولد مختونا
والثاني : أن جبريل ختنه حين شق صدره
الثالث : أن جده عبد المطلب ختنه على عادة العرب في ختان أولادهم .
" تحفة المولود " ( ص 201 ) .
أما الرأي الأول : فقد أورد ابن القيم في كتابه المذكور أحاديث كثيرة تدل على ذلك ولكنه حكم عليها كلها بالضعف ، ثم ذكر أن الصبي إذا ولد مختوناً : فإن هذه نقيصة وليست منقبة لصاحبها كما يظنه بعض الناس.
قال رحمه الله تعالى : " وقيل : إن قيصر ملك الروم الذي ورد عليه امرؤ القيس وُلد كذلك [يعني غير مختون] ، ودخل عليه امرؤ القيس الحمَّام فرآه كذلك فقال يهجوه :
إني حلفت يمينا غير كاذبة لأنت أغلف إلا ما جنى القمر
يعيره أنه لم يختتن ، وجعل ولادته كذلك نقصا ، وقيل : إن هذا البيت أحد الأسباب الباعثة لقيصر على أن سمَّ امرء القيس فمات .
وكانت العرب لا تعتد بصورة الختان من غير ختان وترى الفضيلة في الختان نفسه وتفخر به.
قال ابن القيم : وقد بعث الله نبيَّنا من صميم العرب ، وخصَّه بصفات الكمال من الخلق ، والنسب فكيف يجوز أن يكون ما ذكره من كونه مختوناً مما يميز به النبي ويخصص ، وقيل : إن الختان من الكلمات التي ابتلى الله بها خليله فأتمهن وأكملهن وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وقد عد النبي الختان من الفطرة ، ومن المعلوم : أن الابتلاء به مع الصبر مما يضاعف ثواب المبتلى به وأجره ، والأليق بحال النبي أن لا يسلب هذه الفضيلة وأن يكرمه الله بها كما أكرم خليله فإن خصائصه أعظم من خصائص غيره من النبيين وأعلى .
" تحفة المولود " ( 205 – 206 ) .
أما الرأي الثاني فقد قال فيه :
وحديث شق الملك قلبه قد روي من وجوه متعددة مرفوعاً إلى النبي وليس في شيء منها أن جبريل ختنه إلا في هذا الحديث فهو شاذ غريب .
" تحفة المولود " ( ص 206 ) .
وأما الرأي الثالث فقد قال فيه :
قال ابن العديم : وقد جاء في بعض الروايات أن جده عبد المطلب ختنه في اليوم السابع ، قال: وهو على ما فيه أشبه بالصواب ، وأقرب إلى الواقع .
" تحفة المولود " ( ص 206 ) وهذا تخريج الحديث: عن ابن عباس " أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه وجعل له مأدبة وسماه محمدا" الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 21/61. خلاصة حكم المحدث: مسند غريب
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/82) :
" وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفا في أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام ، وهو كمال الدين بن طلحة ، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم وبين فيه أنه صلى الله عليه وسلم ختن على عادة العرب ، وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين فيها والله أعلم "اهـ .
الأحاديث التي وردت وليس منها ما يعنمد عله بالصحة :
(1) أنه صلى الله عليه وسلم ولد مقطوع السرة فلم تثبت صحة الحديث الذي ذكر ذلك، وهذا تخريجه: (عن العباس بن عبد المطلب ، قال ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مختونا مسرورا ، يعني مقطوع السرة ، فأعجب بذلك جده عبد المطلب ، وقال : ليكونن لابني هذا شأن عظيم .) الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستيعاب - الصفحة أو الرقم: 1/151.خلاصة حكم المحدث: إسناده ليس بالقائم
(2) مناغاته صلى الله عليه وسلم للقمر، وكلامه وهو في مهده لم يصح حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، والقول مأخوذ من حديث لم تثبت صحته وروي من هذا الوجه فقط: (يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه بأصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قال: إني كنت أحدثه ويحدثني، ويلهيني عن البكاء ، وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش) الراوي العباس بن عبد المطلب المحدث: البيهقي – المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 2/41. خلاصة حكم المحدث: تفرد به أحمد بن إبراهيم الحلبي وهو مجهول
(3)أخبار أخرى لم تصح في مولده صلى الله عليه وسلم ولا يوجد أصل لها بحديث مرفوع للرسول صلى الله عليه وسلم، وردت في تعليق لجنة إفتاء إسلام ويب حول سؤال: ما هي صفة مولد الرسول؟ وأجابت: فقد جاء في كتب السيرة صفة مولده صلى الله عليه وسلم، فقد ولد يتيما، وأن أمه رأت حين وضعته نورا خرج منها أضاء منه قصور بصرى من أرض الشام.روى ذلك ابن إسحاق وقال ابن كثير هذا إسناد جيد قوي. وجاء في صفة مولده صلى الله عليه وسلم أخبار أخرى فيها الضعيف والموضوع، ومن ذلك أنه حين ولدته أمه اعتمد على يده رافعا رأسه إلى السماء، ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا ( أي مقطوع السر)، ومنها: أن هواتف من الجان بشرت أمه ليلة مولده، ومنها: انتكاس بعض الأصنام وارتجاج إيوان كسرى وسقوط مشرفاته، وخمود نيران المجوس وغيض بحيرة ساوة، وإخبار اليهود بليلة مولده.
| |
|