محبة الخير عضو وفيّ
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 19/06/2013
| موضوع: وأد : كذبة واختلاق وافتراء وأد عمر بن الخطاب لابنته فى الجاهلية السبت أبريل 11, 2015 6:55 am | |
| وأد : كذبة واختلاق وافتراء وأد عمر بن الخطاب لابنته فى الجاهليةهل ورد أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأد ابنته فى الجاهلية كما يقولون، وما هو الدليل؟ الإجابــةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد كان بعض العرب في الجاهلية يئدون البنات وقد أخبر القرآن الكريم بذلك عنهم، فقال تعالى: " وإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " {سورة النحل :58-59} " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ "{سورة الأنعام:140}، وقال تعالى:" وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ " {سورة التكوير:9}. ولكن الرواية عن وأد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لبعض بناته باطلة لا تصح . لأن من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هي زينب بنت مظعون أخت عثمان و قدامة فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر كما جاء في "البداية والنهاية " لابن كثير : قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما " تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبلر وحفصة رضي الله عنهم . وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر رضي الله عنه قال : " ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين. ولهذا فهي أكبر بنات عمر ولم يئدها ، فلماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فكلهم معلومون معروفون :من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام 11 ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر ، ولو كان عمر - رضي الله عنه - ممن فعل ذلك في جاهليته لما كان عليه فيه مطعن ولا مغمز في الإسلام ، إذ الإسلام يجب ما قبله وقد كانوا في الجاهلية مشركين يعبدون الأصنام ، ولا ذنب أعظم من الكفر وعبادة الأصنام ، فالظاهر والمؤكد والثابت - قطعاً - أن هذه الرواية والقصة "باطلة جملة و تفصيلاً "
وأدلة تأكيد عدم ثبوت القصة التي تروي حول وأد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته في الجاهلية :
1-عدم ورودها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ ، ولا يعرف من مصادرها إلا ما يكذبه الرافضة الحاقدون من غير دليل ولا حجة .
2-إذا كان وأد البنات منتشراً في بني عدي ، فكيف وُلدَت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما له في الجاهلية قبل البعثة بخمس سنوات ولم يئدها ؟! لا شك أن ذلك دليل على أن وأد البنات لم يكن من عادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجاهلية . انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في " الإصابة " للحافظ ابن حجر (7/582)
3-روى النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول: وسئل عن قوله : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) التكوير/8، قال :" جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية . قال :" أعتق عن كل واحدة منها رقبة ". قلت :" إني صاحب إبل ". قال : " فانحر / أعتق / فاهد إن شئت عن كل واحدة -منهن - بدنة ". رواه البزار (1/60)، والطبراني في "المعجم الكبير " (18/337) وقال الهيثمي : " ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة " انتهى. " مجمع الزوائد " (7/283).
وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3298).
" أَعتِقْ عن كلِّ واحدةٍ منهنَّ رقبةً "، قال : إني صاحبُ إبِلٍ . قال :" فانحَرْ ( وفي روايةٍ : فاهْدِ إن شئتَ ) عن كلِّ واحدةٍ بدَنَةً" الراوي : عمر بن الخطاب المحدث : الألباني.المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 3298 خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات
فالحديث يشير هذا الحديث – وهو من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه – إلى كفارة من وقع منه الوأد في الجاهلية ، ولما لم يذكر عمر بن الخطاب عن نفسه ذلك ، وإنما رواه من فعل قيس بن عاصم ، دل على عدم وقوع الوأد المنسوب إليه رضي الله عنه .
4- ثم على فرض صحة ذلك فأمر الجاهلية مغفور ، والإسلام يَجُبُّ ما قبله ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى يغفر الشرك وعبادة الأوثان الذي كان عليه كثير من الصحابة في الجاهلية ، فكيف بأمر وأد البنات ؟
يقول الدكتور عبد السلام بن محسن آل عيسى : " وأما عمر رضي الله عنه فقد ذكر عنه أنه وأد ابنة له في الجاهلية ، ولم أجد من روى ذلك عن عمر فيما اطلعت عليه من المصادر ، ولكني وجدت الأستاذ عباس محمود العقاد أشار إليها في كتابه " عبقرية عمر " (ص/221) فقال : وخلاصتها : أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه ، إذ ضحك قليلاً ، ثم بكى ، فسأله مَن حضر ، فقال : كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة ، فنعبده ، ثم نأكله ، وهذا سبب ضحكي ، أما بكائي ، فلأنه كانت لي ابنة ، فأردت وأدها ، فأخذتها معي ، وحفرت لها حفرة ، فصارت تنفض التراب عن لحيتي ، فدفنتها حية .
وقد شكك العقاد في صحة هذه القصة ؛ لأن الوأد لم يكن عادة شائعة بين العرب ، وكذلك لم يشتهر في بني عدي ، ولا أسرة الخطاب التي عاشت منها فاطمة أخت عمر ، وحفصة أكبر بناته ، وهي التي كني أبو حفص باسمها ، وقد وُلدت حفصة قبل البعثة بخمس سنوات فلم يئدها ، فلماذا وأد الصغرى المزعومة..! لماذا انقطعت أخبارها فلم يذكرها أحد من إخوانها وأخواتها ، ولا أحد من عمومتها وخالاتها " انتهى. " دراسة نقدية في المرويات في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية " (1/111-112)
5- الوأد عند مشركي الجاهلية من العرب كان خوفاً من العار الذي يلحق من البنت . ومن المعلوم أن الذي يصاب بالعار يقوم بالإنتقام أو بالتصرف السريع لإزاحة ما كان سببا في العار الذي لحق به.. وعليه يكون كما ذكر الله عنهم أن بعض العرب يقوم بوأد البنت فور ولادتها حتى لا يعلم الناس به وبما ولدت زوجته.
وقصة عمر رضي الله عنه وارضاه"أن بنته كانت تساعده أو تنفض التراب عن لحيته" فهذا يدل على أنها كبيرة بمعنى أنها ليست فور ولادتها فربما أنها كانت ستة أشهر أو أكثر ، فلو كان للعار لماذا لم يدفنها فور ولادتها وانتظر هذه المدة.
فهذا دليل واضح أن القصة ليست ثابته عن عمر بن الخطاب رضي الله عن عمر وعن الصحابة أجمعين
6- الرواية المزعزمة والقصة المختلقة مؤكد بأنها من اختلاق الروافض ، فقد وُجدَ أن أول من ذكرها هو الرافضي نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية "
وعليه فالأصل أنه لا يُثْبَت مثل تلك الرواية ؟" ان عمر بن الخطاب كان جالساً مع بعض أصحابه ، إذ ضحك قليلاً ، ثم بكى ، فسأله مَن حضر ، فقال : كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة ، فنعبده ، ثم نأكله ، وهذا سبب ضحكي ، أما بكائي ، فلأنه كانت لي ابنة ، فأردت وأدها ، فأخذتها معي ، وحفرت لها حفرة ، فصارت تنفض التراب عن لحيتي ، فدفنتها حية " ، لا يثبت إلاّ بإسناد ثابت ، وليس لدينا إسناد ثابت بأن عمر رضي الله عنه فعل ذلك فعلا !
لذا من الضروري والواجب أن نعلم بأن صحه الخبر لا تقدح في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لان الاسلام يجب ما قبله .ولكن يتوجب على من ينقل خبر ما أن يتأكد من صحة سند ما ينقل .
. | |
|