الرفق : لغة واصطلاحاً ،الايات والأحاديث التي جاءت فيه ، أقوال أهل العلم والحكماء والشعراء الرفق في اللغة :من
رفق ، مصدر
رَفَقَ ،
رَفُقَ رفَقَ / رفَقَ بـ / رفَقَ على / رفَقَ في / رفَقَ لـ يَرفُق ويَرفِق ، رِفْقًا ، فهو رافق ورفيق ، والمفعول مَرْفوق ر ف ق : الرِّفْقُ
ضد العنف مختار الصحاح وهو: لين الجانب، واللطافة في الفعل، والقصد في السير.
ويرادفه: الشفقة والرحمة.
ويضاده: الشدة والعنف.
فالرِّفق ضد العنْف، وهو لين الجانب
ويقال:
رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقًا، ومرفقًا: لان له جانبه وحسن صنيعه.
و
رَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ لطف ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى وكذلك تَرفَّق به.
رَفَقَ به ، وله ، وعليه رَفَقَ ُ رِفقًا ، ومَرْفِقًا ( بكسر الفاء وفتحها ) :
لانَ له جانِبُه وحَسُنَ صَنيعُهُ.
[1467] النهاية لابن الأثير (2/246)، لسان العرب لابن منظور (10/118)، المعجم الوسيط (1/362) . تعريف
الرفق اصطلاحا :
قال
ابن حجر في تعريف الرِّفق: (
هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف)
فتح الباري:10/ 499 قال
القاري: (
هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب، واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسرها)
مرقاة المفاتيح للقاري : 8/3870قال الله تعالى مُنعماً مُتفضلاً مفضّلاً ودَاعياً وحَاثاً وآمراً بالرفق والرّفقاء والرّحمة والرّحماء ـ مع الطائعين والخصماء ـ ، فقال تعالى : يقول الله عز وجل: "
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ " [آل عمران:159].
ويقول عز وجل: "
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " [طه:43 – 44].
ويقول عز وجل: "
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً " [الفرقان:63]
ويقول عز وجل: "
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " [الشعراء: 215]
وثبت عن النبي الكريم الرحيم صلوات ربي عليه وسلامه في الرحمة والرحماء مبيناً اهميتها وفضلها ،فقال :
وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"
مَن أُعْطيَ حظَّهُ منَ الرِّفقِ فقد أُعْطيَ حظَّهُ منَ الخيرِ، ومن حرمَ حظَّهُ منَ الرِّفقِ فقد حُرِمَ حظَّهُ منَ الخيرِ "
الراوي : أبو الدرداء المحدث : الألباني. المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2013 خلاصة حكم المحدث : صحيح عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:
"
أنه من أعطي [
حظه من ]
الرفق ؛ فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة ، وصلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ، ويزيدان في الأعمار"
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 2524 خلاصة حكم المحدث : صحيح (
من أعطي حظه من الرفق) أي نصيبه منه (
فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير) كله إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان ولهذا قال
نسطور لما بعث صاحبيه ليدعوان الملك إلى دين عيسى وأمرهما بالرفق فخالفا وأغلظا عليه فحبسهما وآذاهما فقال لهما نسطور :"
مثلكما كالمرأة التي لم تلد قط فولدت بعد ما كبرت فأحبت أن تعجل شبابه لتنتفع به فحملت على معدته ما لا يطيق فقتلته."
فيض القدير ـ لمحمد عبدالرؤف المناوي - المكتبة الشاملة - فيض القدير ج15 ص463 وعن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:
"
مَن يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الخيرَ كُلَّه "
الراوي : جرير بن عبدالله المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 6606 خلاصة حكم المحدث : صحيح .
"
يعني أنَّ الإنسان إذا حرم الرِّفق في الأمور فيما يتصرف فيه لنفسه، وفيما يتصرف فيه مع غيره، فإنَّه يحرم الخير كله، أي: فيما تصرَّف فيه، فإذا تصرَّف الإنسان بالعنف والشدة، فإنَّه يحرم الخير فيما فعل، وهذا شيء مجرَّبٌ ومشاهد، أنَّ الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشِّدَّة؛ فإنَّه يحرم الخير ولا ينال الخير، وإذا كان يتعامل بالرِّفق والحلم والأناة وسعة الصدر؛ حصل على خيرٍ كثير، وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائمًا رفيقًا حتى ينال الخير "
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:3/592 وعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، قالت:
"
دخَل رَهطٌ من اليهودِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا :السَّامُ عليكم، قالتْ عائشةُ : ففَهِمْتُها فقلْتُ: وعليْكُمُ السَّامُ واللَّعْنَةُ، قالتْ : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( مَهْلًا يا عائشةُ، إن اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه) . فقلْتُ : يا رسولَ اللهِ، أو لم تسمَعْ ما قالوا ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( قد قلْتُ : وعليكم ) ".
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري.المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6024 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
"
إن اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه " :
أي لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف وقوله (
في الأمر كله )
في أمر الدين وأمر الدنيا، حتى في معاملة المرء نفسهوفي معاشرة الزوجته والخادمة والولد .
فالرفق محبوب مطلوب مرغوب، وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف مثله من الشر.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:
"
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا:" اللهم من وَليَ من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن وليَ من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به"
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1828 خلاصة حكم المحدث : صحيح (
قد يظن بعض النَّاس أنَّ معنى الرِّفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك، بل الرِّفق أن تسير بالنَّاس حسب أوامر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالنَّاس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإنَّك تدخل في الطرف الثاني من الحديث، وهو الدعاء عليك بأن يشق الله عليك).
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:3/634وتمام الحديث :
" أتيتُ عائشةَ أسألُها عن شيٍء . فقالت : ممن أنت ؟ فقلتُ : رجلٌ من أهلِ مصرَ . فقالت :
كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذهِ ؟ فقال : ما نقمنا منهُ شيئًا . إن كان ليموتُ للرجلِ منا البعيرُ ، فيُعطيهِ البعيرَ . والعبدُ ، فيُعطيهِ العبدَ . ويحتاجُ إلى النفقةِ ، فيُعطيهِ النفقةَ . فقالت :
أما إنَّهُ لا يمنعني الذي فُعِل في محمدٍ بنِ أبي بكرٍ ، أخي ، أن أُخبرك ما سمعتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، يقول في بيتي هذا "
اللهم ! من وليَ من أمرِ أمتي شيئًا فشقَّ عليهم ، فاشقق عليهِ . ومن ولىَ من أمرِ أمتي شيئًا فرفقَ بهم ، فارفقْ بهِ " .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1828 خلاصة حكم المحدث : صحيح وروى
الطبري في تاريخه : 4/224 فقال :
(
بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ جماعة من رعيته اشتكوا من عماله، فأمرهم أن يوافوه، فلما أتوه قام فحمد الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال:" أيها النَّاس، أيَّتها الرعية إنَّ لنا عليكم حقًّا، النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير، أيَّتها الرعاة إنَّ للرعيَّة عليكم حقًّا فاعلموا أنَّه لا شيء أحب إلى الله ولا أعز من حلم إمام ورفقه، ليس جهل أبغض إلى الله، ولا أغم من جهل إمام وخرقه، واعلموا أنَّه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهريه يرزق العافية ممن هو دونه ")
وعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، قالت: قال - صلى الله عليه وسلم-:
"
يا عائشةُ ! إنَّ اللهَ رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ . ويُعطي على الرِّفقِ ما لا يُعطي على العنفِ . وما لا يُعطِي على ما سواه "
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2593 خلاصة حكم المحدث : صحيح .
وعن عبدالله بن مغفل - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :
"
إنَّ اللَّهَ رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ ويرضاهُ ويعينُ عليهِ ما لا يعينُ على العنفِ فإذا ركبتم هذهِ الدَّوابَّ العجمَ فنزِّلوها منازلَها فإن أجدبتِ الأرضُ فانجوا عليها فإنَّ الأرضَ تطوى باللَّيلِ ما لا تطوى بالنَّهارِ وإيَّاكم والتَّعريسَ بالطَّريقِ فإنَّهُ طريقُ الدَّوابِّ ومأوى الحيَّات "
الراوي : عبدالله بن مغفل المحدث : الألباني.المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 2/295 خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح. فقوله: (
إن تعالى اللّه رفيق )
أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم (
يحب الرفق )
لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، أي يحب أن يرفق بعضكم ببعض (
ويعطي عليه )
في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد وفي العقبى من الثواب الجزيل (
مالا يعطي على العنف )
وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله . وقد نبه به على وطاءة الأخلاق وحسن المعاملة وكمال المجاملة ووصف اللّه سبحانه وتعالى بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر.
وعن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :
"
إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ليُعطِي على الرِّفقِ ما لا يُعطِي على الخَرَقِ وإذا أحبَّ اللهُ عبدًا أعطاه الرِّفقَ ما من أهلِ بيتٍ يُحرَمونَ الرِّفقَ إلَّا حُرِموا "
الراوي : جرير بن عبدالله المحدث : الهيثمي.المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 8/21 خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقاتالمصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 2666 خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره وعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، انه قال:
"
إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلَّا زانه . ولا يُنزعُ من شيءٍ إلَّا شانه ".
وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . وزاد في الحديثِ :"
ركِبتْ عائشةُ بعيرًا . فكانت فيه صعوبةٌ . فجعلت تُردِّدُه. فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : عليك بالرِّفقِ ". ثمَّ ذكر بمثلِه .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : مسلم.المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2594 خلاصة حكم المحدث : صحيح لأنه بالرفق تسهل الأمور، وبه تجتمع القلوب ، ويأتلف المتافرون و يجتمع المتخاصمون والمتشاحنون ، ويجتمع المتفرقون من اهل البيت والرفقاء والحي والمدينة وهكذا، حتى لالرفق ينبغي في حق المذنبين والمخطئين والعصاة ، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال :
"
ما أَعْطَى أهلُ بَيتِ الرِّفْقَ إلَّا نَفَعَهُمْ ، و لا منعُوهُ إلَّا ضَرَّهُمْ "
الراوي : عبيدالله بن معمر المحدث : الألباني.المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 942 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات ومن حديث عائشة و جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ انه قال :
"
إذا أرادَ اللهُ بأهلِ بيْتٍ خيرًا أدخلَ عليهِمُ الرِّفْقَ "
الراوي : عائشة و جابر بن عبدالله المحدث : الألباني. المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 303 خلاصة حكم المحدث : صحيح . قال
الزمخشري: "
الرفق اللين ولطافة الفعل ومن المجاز هذا الأمر رفق بك وعليك ورفيق نافع وهذا أرفق بك ".
فيض القدير شرح الجامع الصغير :ج1/263 وقال
الغزالي: "
الرفق محمود وضده العنف والحدة والعنف ينتجه الغضب والفظاظة والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه "
فيض القدير شرح الجامع الصغير :ج1/263 وقال
ابن القيم: "
من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفةٍ عامله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه "
الوابل الصيب :35 وعن
قيس بن أبي حازم قال كان يقال: "
الرِّفق يُمن، والخُرق شؤم "
الزهد لهناد بن السري :2/654وعن أبي هريرة وابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
"
ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ ملَكٍ ، فإذا تواضع قيلَ للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، وإذا تكبَّر قيل للملَكِ : دَعْ حَكَمَتَه "
الراوي : أبو هريرة و ابن عباس المحدث : الألباني.المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 5675 خلاصة حكم المحدث : حسن وعن
إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:"
وقف رجل بين يدي المأمون قد جنى جناية، فقال له: والله لأقتلنك، فقال يا أمير المؤمنين تأنَّ علي، فإن الرفق نصف العفو، قال: وكيف وقد حلفت لأقتلنك؟ فقال: لأن تلقى الله حانثًا خيرًا من أن تلقاه قاتلًا؛ فخلّى سبيله."
تاريخ الخلفاء: 1/234ج وقال أبو حاتم : "
العاقل يلزم الرِّفق في الأوقات، والاعتدال في الحالات؛ لأنَّ الزيادة على المقدار في المبتغى عيبٌ، كما أنَّ النقصان فيما يجب من المطلب عجز، وما لم يصلحه الرِّفق لم يصلحه العنف، ولا دليل أمهر من رفق، كما لا ظهير أوثق من العقل، ومن الرِّفق يكون الاحتراز، وفي الاحتراز ترجى السلامة، وفي ترك الرِّفق يكون الخرق، وفي لزوم الخرق تخاف الهلكة "
روضة العقلاء لابن حبان البستي:216الرفق في شعر الشعراء الاجلاء :
قال الشاعر:
الرِّفقُ ممن سيلقَى اليمنَ صاحبُه ... والخُرقُ منه يكونُ العنفُ والزللُ
والحزمُ أن يتأنى المرءُ فرصتَه ... والكفُّ عنها إذا ما أمكنتْ فشلُ
والبرُّ للهِ خيرُ الأمرِ عاقبةً ... واللهُ للبرِّ عونٌ ماله مثلُ
خيرُ البريَّةِ قولًا خيرُهم عملًا ... لا يصلحُ القولُ حتى يصلحَ العملُروضة العقلاء لابن حبان البستي:215وقال القاضي
التنوخي:
القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به ... يكادُ يقطرُ مِن ماءِ البشاشاتِ
فأحزمُ النَّاسِ مَن يلقَى أعاديَه ... في جسمِ حقدٍ وثوبٍ مِن موداتِ
الرِّفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه ... وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ أدب الدين والدنيا للماوردي:182وقال
أبو الحسن الربعي:
الرِّفقُ ألطفُ ما اتخذتَ رفيقَا ... ويسوءُ ظنُّك أن تكونَ شفيقا
فخذِ المجازَ مِن الزمانِ وأهلِه ... ودعِ التعمقَ فيه والتحقيقا
وإذا سألتَ اللهَ صحبةَ صاحبٍ ... فاسألْه في أن يصحبَ التوفيقا
وانظرْ بعينِك حازمًا متعذرًا ... في حيثُ شئتَ وعاجزًا مرزوقا مجمع الحكم والامثال لاحمد قبش: 193قال
علي بن ابي طالب رضي الله عنه :
الرفق يمنٌ و الأناةُ سعادةٌ *** فتأنّ في أمر تلاق نجاحا أحاديث النبي الرحيم في الرحمة بالحيوان :
عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"
من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها"، ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال:"
من حرق هذه؟"، قلنا: نحن؟ قال:"
إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار".
رواه أبو داود( 5268) ، السلسلة الصحيحة (25)الحمرة : طائر صغير كالعصفور أحمر اللون .
تفرش : ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف فقال :"
دنت مني النار حتى قلت: أي رب وأنا معهم، فإذا امرأة حسبت أنه قال: تخدشها هرة، قال: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعاً."
رواه البخاري :2235 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ عليه حمار قد وُسمَ في وجهه فقال:"
لعَنَ الله الذي وَسَمه".
رواه مسلم :2117 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"
ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها، إلا يسأل الله عنها يوم القيامة". قيل: يا رسول الله، وما حقها؟ قال:" حقها أن تذبحها فتأكلها، ولا تقطع رأسها فترمي به".
رواه النسائي :4445. وصحيح الترغيب والترهيب"2266 " عن يحيى بن مرة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم، إذ جاء جمل يخب حتى ضرب بجرانه بين يديه، ثم ذرفت عيناه، فقال:"
ويحك، انظر لمن هذا الجمل، إن له لشأنا"؟ قال: فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدته لرجل من الأنصار، فدعوته إليه، فقال:"
ما شأن جملك هذا؟". فقال: وما شأنه، لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه، ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال:"
فلا تفعل، هبه لي أو بعنيه"، قال: بل هو لك يا رسول الله ، قال: فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به"
رواه أحمد: (3/372) ، وصحيح الترغيب والترهيب :2270 يخب:يتحرك مضطرب ومهتاجا ( يتحرك يمنة ويسرة هائجاً )
ضرب بجرانه: استقر وبرك.
ذرفت:دمعت.
نضحنا:النضح الرش ، ومعناه هنا سقينا زرعنا عليه
فائتمرنا: تشاورنا واتفقنا على. عن سعيد بن جبير قال : كنت مع ابن عمر، فمروا بفتية أو بنفر نصبوا دجاجة يرمونها، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها، وقال ابن عمر:"
من فعل هذا؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا".
وفي رواية :"
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل بالحيوان"
رواه البخاري (5515/الفتح/ دار الفكر) عن ابن عباس قال:"
إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب، النملة والنحلة ،والهدهد والصُّرَد ".
رواه أحمد (1/323) وأبو داود (5267) وغيرهما .الصرد : طائر يصطاد العصافير نصفه أبيض ونصف أسود................
"
اللهم ارزقنا الرحمة على أنفسنا ـ أولاً ـ ثم على من نعول من اهلينا واولادنا و ارحامنا ، وعلى الناس أجمعين ـ الفقير والمسكين واليتيم والغارم وابن السبيل ، والخلق من شجر ودواب ... اللهم وارفق بنا وارحمنا وتجاوز عنا وعافنا واعف عنا ... اللهم وارزقنا الفهم مع التطبيق والتبليغ ...اللهم واجمعنا مع نبينا الرحيم الحبيب محمد والصحب اجمعين واجعلنا من الراحمين وارحمنا برحمتك التي لا حد لها ـ واذا قضيت بها ـ فلا تحويل."