إنْ شاءَ /
إنشاءَ :
الفرق بينهما ودلالة واستعمال كل واحدة منهما
ماالفرق بين كلمة "إن شَاءَ الله ُ" وكلمات "إنشاءَ اللهِ / إنشَاءَ الله َ/ إنشاءُ اللهِ " (
فرق كبير ، يحصل لسوء معرفتنا باللغة ومفرداتها ودلالات كلماتها وألفاظها وقلة الممارسة وسوء التعليم ونقص التنبيه والتذكير ) .
اولاً :
إِنشاء: ( اسم ) من [
نَ شَ أ َ]
الجمع :
إنشاءات الإِنْشَاءُ ( عند الأُدباء ) :
فن يُعْلم به جَمْع المعاني والتأْليف بينها وتنسيقها ثم التعبير عنها بعباراتٍ أَدبيّة بليغة . مصدر أنشأَ يقال :
أنشأ الله الخلق : أوجدهم .
أنشأ الكلام :
الفه .
أنشأ :
قال شعرا أو نثرا فأجاد وأحسن في النثر والكتابة والمقالة .
أنشأ دارا :
بناها .
أنشأ الله السحاب :
رفعه ، الف بينه ، جمعه ، خلقه ، شكّله....
الهندسة الإنشائيّة : هندسة البناء
علم الإنشاء : ( آداب ):
فن تأليف المعاني وتنسيقها والتعبير عنها وفقًا لمقتضى الحال حصُل على درجة مرتفعة في الإنشاء إِنْشاءٌ أَدَبِيٌّ :
تَأْليفُ تَعابِيرَ لُغَوِيَّةٍ تُعَبِّرُ عَنْ شُعورِ كاتِبِها الإنشاء:
مقالة قصيرة أو فقرة تكتب كنوع من التمْرين في الدِّراسة الأكاديميَّة .
يقال :
كتبت سمية موضوع إنشاء عن فصل الربيع.
إِنْشاءُ الْمَبانِي :
تَشْيِيدُها أَشْرَفَ على الإِنْشاءاتِ الجَديدَةِ بِالْمَدينَةِ :
تَجْهيزاتٍ وَمُؤَسَّساتٍ وَمُنْشَآتٍ ثَقافِيَّةٍ اقْتِصادِيَّةٍ وَاجْتِماعِيَّةٍ.
إنشاء مُجمَّعات سكنيَّة / تعليميَّة / ترفيهيّة ، - إنشاءات عسكريّة .
اختصّ المهندس بإنشاء الجسور.
البنك الدوليّ للإنشاء والتعمير.
إنشاء: (
اسم ) مصدر
أَنشأَ أَنشأَ: (
فعل )
أنشأَ يُنْشِئ ، إنشاءً ، فهو
مُنْشِئ ، والمفعول
مُنشَأ أَنْشَأَ يفعل كذا :
شَرَع أَو
جعل أَنْشَأَ الشيءَ :
أَحدثَه وأَوجده أَنْشَأَ مِنَ الْمَكانِ :
خَرَجَ مِنْهُ......................
ثانياً:
شاءَ: ( فعل )
شاءَ ، يَشاء ، شَأْ ، شيْئًا ، فهو شاءٍ ، والمفعول مَشِيء قال تعالى :"
وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ " سورة التكوير:29
وقال تعالى :"
إنّ هذِه تذكرة فمَن شَاءَ اتخذ إلى رَبّه سَبيلاً .ومَا تشَاءُونَ إلا أن يشَاءَ اللهُ إنّ الله َكانَ عليماً حكيماً " سورة الانسان:29-30
[
ش ي أ ]. ( فعل : ثلاثي لازم ).
شِئْتُ ،
أشَاءُ ، مصدر
شَيْءٌ ،
مَشِيئَةٌ مَا شَاءَ اللَّهُ :
مَا أرَادَهُ اللَّهُ شاءَ الأمرَ :
أراده ، أحبّه ورغب فيه شَاءهُ على الأمْر :
حَمَلَهُ شاء أم أبَى /
شاء أم لم يشأ :
في كلِّ الأحوال ، سواء رضي أم لم يرضَ كما يشاء :
بالشكل الذي يريده إلى ما شاء الله :
إلى ما لا نهاية إن شاءَ الله ُ:
تُقال عند الوعد بفعل شيء في المستقبل أو تمنِّي وقوعه ......................
ثالثاً:
الفرق بين (
إنشاءَ الله ) و (
إن شاءَ الله ُ )
الفرق واسع وكبير ،- وفيه تحذير - !! بين كلا المَعنَيين ، وإن لم يقصد الكاتب ما سنوضحه...
لكن الشناعة والخطأ وسوء التمييز والتفريق بينهما هو عدم المعرفة باللغة حتماً- وأحياناً - يفضي الى الخلط والغلط والخطأ !!!
فاقتضى التنبيه والتذكير والتحذير :
وهذا الخطأ متنوع الاشكال والالفاظ - يُعلم بالتشكيل والممارسة والتمكّن من اللغة .
والخطأ هو كتابة "
إن شاءَ الله ُ"
و كتابة : "
إنشاءَ الله ُ / إنشاءَ اللهِ / إنشاءُ اللهِ "
والخلط بينها وعدم التفريق في استعمالهما ودلالاتهما :
فـ
أايهما أصح ؟ ولماذا ؟
ومامعنى كل مفردة منهما ؟
وبماذا يختلف المعنى لو استعملنا واحدة بدل الاخرى لكل منهما ؟فقد جاء في "
معاجم اللغة وقواميسها :
أن معنى الفعل
إنشاء - من
انشأ ينشئ أي
- إيجاد ، خلق ، تكوين ، تأليف ، صناعة ، عمل - .
ومنه قول الله تعالى :
"
إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عُرباً أتراباً لأصحاب اليمين " سورة الواقعة:35
والكلام هنا منم السياق عن : -
الحور العين -
الإنشاء بمعنى :
الاختراع والابتداع والابداع والخلق والتكوين والايجاد فلو كتبنا "
إنشاء الله "
قد نعني بها:
"1- "
إنشَاءُ اللهِ "
ولا حرج فيه أبداً ، إن قصدنا مثلاً:
(
إنشَاءُ اللهِ للخلقِ ابتداءً لعبادَتِهِ وطاعته ) ...كيف لا والمعنى صحيح!
فقد أنشأ الله الخلق لعبادته .(
خلقهم ، صنعهم ، كوّنهم ، ذرأهم )
2-
قد نعني بها :
"
إنشَاءِ اللهِ "
ولا حرج فيه أبداً ، إن قصدنا مثلاً:
(
هذا الجبلُ والنهرُ مِن إنْشَاءِ اللهِ وحدَه ) ...كيف لا والمعنى مستقيم وصحيح!
فقد أنشأ الله المخلوقات كلها بقدرته.(
خلقهم ، صنعهم ، كوّنهُم ، أوجدَهم )
3-
قد يقصد بها :
"
إنشَاءِ الله َ "
وهذه من حيث الأصل - فيها لَحن - لا صحة لها ولا تستعمل لغةً بهذه الصّيغة .
4-
قد نعني بها :
"
إنشَاءَ اللهِ "
ففيه الحرجُ والغموضُ والخطأُ وسوءُ القولِ والاستعمال ، ان قصد القائل مثلاً:
(
أنه هو مَن قام بخلق الله تعالى ) ...
وهذا لا ينبغي مطلقاً ، أبداً - بل فيه كفر - بل هو الكفر بعينه يعني كأنه يقول او يقصد او يعني او يصرح بأنه هو مَن
أوجد وخلق وصنع الله -
تعالى الله عمّا قال - عمداً وزللاً- - علوا كبيراً -و
هذا القول والمعنى والقصد غير جائز ولا يصح، ولا يعذر قائله لجهله وعدم علمه - فكيف إن علم ونُبّه وذُكّر - !!! والصحيح...هو أن تكتب :
"
إنْ شَاءَ الله ُ"
فاننا بهذا اللفظ نقصد ونعني ونرنوا الى
تعليق أيّ أمرٍ يريد المسلم فعله في المستقبل على مشيئة وقدرة وأمر وتيسير وتسهيل وإرادة الله سبحانه وتعالى وحده.
فقد صحت الاحاديث عن النبي - عليه الصلاة والسلام - عن
العزم في المشيئة ، وعدم قول " إن شئت " ومنها
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ ، وَلَا يَقُولَنَّ : اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي ، فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ " .
رواه البخاري (6338) ، ومسلم (2678) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ لَا مُكْرِهَ لَهُ ."
رواه البخاري (6339) ، ومسلم (2679) .
وفي لفظ لمسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"
إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ ، وَلْيُعَظِّمْ الرَّغْبَةَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ ".
قال صاحب تحفة الأحوذي :
قَوْلُهُ : (
لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ ) الْمُرَادُ بِالْمَسْأَلَةِ الدُّعَاءُ قَالَ الْعُلَمَاءُ : عَزْمُ الْمَسْأَلَةِ الشِّدَّةُ فِي طَلَبِهَا وَالْحَزْمُ بِهِ مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ فِي الطَّلَبِ وَلَا تَعْلِيقٍ عَلَى مَشِيئَةٍ وَنَحْوِهَا : وَقِيلَ هُوَ حُسْنُ الظَّنِّ بِاَللَّهِ تَعَالَى فِي الْإِجَابَةِ . وَمَعْنَى الْحَدِيثِ
اِسْتِحْبَابُ الْجَزْمِ فِي الطَّلَبِ وَكَرَاهَةُ التَّعْلِيقِ عَلَى الْمَشِيئَةِ .
قَالَ الْعُلَمَاءُ سَبَبُ كَرَاهَتِهِ أَنَّهُ لَا يَتَحَقَّقُ اِسْتِعْمَالُ الْمَشِيئَةِ إِلَّا فِي حَقِّ مَنْ يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ الْإِكْرَاهُ وَاَللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ .
وَقِيلَ سَبَبُ الْكَرَاهَةِ أَنَّ فِي هَذَا اللَّفْظِ صُورَةَ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْ الْمَطْلُوبِ وَالْمَطْلُوبِ مِنْهُ قاله النَّوَوِيُّ .ا.هـ.
جاء في معجم (
لسان العرب معنى الفعل
شاء =
أراد ، فالمشيئة هنا هي
الارادة .
فعندما نكتب "
إنْ شاءَ الله ُ" كأننا نقول:
بارادة الله ، بأمر الله ، بتيسير الله ، بإذن الله ، بتوفيق الله نفعل كذا وكذا ومنه قول الله تعالى :
"
وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ " سورة يوسف:99
بأمر الله ورعايته وتوفيقه وتسهيله وتيسيره وقَدرِه.
وقوله تعالى :
"
إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ" سورة البقرة:70
بأمر الله ورعايته وتوفيقه وتسهيله وتيسيره وقَدرِه.
وقوله تعالى:
"
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " سورة التكوير :29
يأمر الله ويقدّر ويوفق ويسهل ويريد ويقضي.
وقوله تعالى:
"
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " سورة الانسان:30
يأمر الله ويقدّر ويوفق ويسهل ويريد ويقضي.
فهناك فرق بين الفعلين (
أنشأ : اي
أوجد )
والفعل (
شاءَ أي
قضى ، أراد ، قدّرَ ، حَكم) .
فنكتب كل واحدة حسب استعمالها وموقعها والمعنى المراد منها ... والله أعلم وأحكم.
إعراب " إن شاءَ الله ُ": إن:
حرف شرط جازم ، لا محلّ له من الإعرابِ شاء:
فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط الله :
اسم الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفع الضمَّة الظَّاهرة علَى آخره. و
جواب الشرط محذوف يفسره سياق الكلام.
فمثلاً: في قولِه تعالَى: "
وإنَّا إن شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ "[ سورة البقرة: 70 ]:
يكون تقدير جواب الشَّرط: (
اهتدَيْنَا ).
قال
السَّمين الحلبي في "
الدرّ المصون " عند إعرابِ هذه الآية:
( قوله: "
إِن شَاءَ اللَّهُ "
هذا شرطٌ جوابُه محذوفٌ لدلالةِ إنّ وما في حَيِّزها عليه؛ والتقدير: إن شاء اللهُ هدايتَنا للبقرة اهتدَيْنا... )
إنْ شاءَ الله ُ تَعالى أنَّ المَعنى اتضَحَ للجميعِ وزالَ الإشكالُ والخلطُ والغُموضُ.
وسأكتب لكم موضوع إنشاءٍ عن شخصٍ أنشأ شركة َ إنشاءات وأنشأ فيها الْمُنْشَآتُ العصرية الحديثة .مما دفع الصحافة لأنشاءِ إنشاءٍ عن المُنشأة ِالحديثة.