ما صحة الحديث التالي؟
وما اقوال اهل العلم فيه؟ أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تولت عني الدنيا، وقّلت ذات يدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأين أنت من صلاة الملائكة، وتسبيح الخلائق وبها يرزقون؟" قال: فقلت: "وماذا يا رسول الله "، قال:" قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أستغفر الله مائة مرة ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح ، تأتيك الدنيا راغمة صاغرة ويخلق الله عز وجل من كل كلمة ملكاً يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة لك ثوابه."
الجواب:
الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى المصفى " محمد " واله وصحبه وسلم ، وبعد
فإن الأذكار التي وردت في السؤال هي أذكار شرعية ثابتة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أننا نلفت نظر السائل إلى أن التقيد بعدد معين لم يرد في السنة وهو أمر محدث.
وننصح السائل الكريم بالرجوع إلى الكتب المصنفة في الأذكار والتي تبين الأذكار الواردة في السنة ووقتها، مثل: كتاب الأذكار للإمام النووي، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم، وكتاب الكلم الطيب لابن تيمية، وكتاب حصن المسلم للشيخ سعيد بن وهف القحطاني.
وأما عن حديث:أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
تولت عني الدنيا، وقّلت ذات يدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
فأين أنت من صلاة الملائكة، وتسبيح الخلائق وبها يرزقون؟" قال: فقلت: "
وماذا يا رسول الله "، قال:"
قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أستغفر الله مائة مرة ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح ، تأتيك الدنيا راغمة صاغرة ويخلق الله عز وجل من كل كلمة ملكاً يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة لك ثوابه.[/b]"،
فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد رواه الدارقطني والخطيب وفي سنده أحمد بن محمد بن غالب المعروف بـ "غلام خليل" قال عنه الذهبي في الميزان "وهو تالف" وقال عنه في الإصابة "وهوكذاب" وقال أيضاً: وقد رواه جماعة بأسانيد كلها ضعيفة. الميزان 3/434.والله أعلم.
......................
للمزيد من الفوائد والتحقيق ...فضلا اضغطوا الرابط...لا تنسوا المشاركة والتبليغ:https://oways.yoo7.com/t2446-topic#2946......................
ما حكم التسبيح ببعض أسماء الله الحسنى بأرقام معينة؟
و
ما حكم ذكر اسم الله الأعظم بأرقام معينة ؟
هل في ذالك شيء ان فعلها المسلم من باب الذكر والدعاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ما شرعه الله تعالى من الذكر والتسبيح والاستغفار نوعان:
الأول:
ما علق الفضل فيه على عدد معين، فينبغي تحصيل هذا العدد والتزامه، وذلك كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلوات الخمس، وكبعض أذكار الصباح والمساء المقيدة بعدد معين.
و
الثاني:
ما جاء مطلقاً، كالتسبيح والاستغفار ونحوه سائر اليوم، فلا يشرع فيه التزام عدد معين، لما في ذلك من مضاهاة التشريع.
واعلموا وعلموا وبلغوا وذكروا ...بأنه
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ذكر الله بالألفاظ المفردة نحو:
الله الله. حي حي. عليم عليم.. إلخ.
كما يفعله بعض مبتدعة الصوفية، وأشد من ذلك قول بعضهم في ذكر الله:
هو هو، أو: لا لا، أو: آه آه، أو: هاها، أو:هـ هـ، أو: أ أ، أو: آه آه.
فهذا يعلم قطعاً أنه ليس من دين الإسلام، وأنه تحريف لأسماء الله تعالى.
والمؤكد والثابت والمقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك مجالاً من مجالات الذكر، ولا موقعاً من المواقع التي يؤمر فيها بذكر معين، إلا وَبيَّن صيغة الذكر المطلوب في ذلك الظرف، وقد عني الأئمة بجمع ذلك وتدوينه كما فعل النووي في الأذكار، وابن تيمية في الكلم الطيب وغيرهما.
وبهذا يعلم خطأ من يعين أذكاراً تقال بعد العصر، وأخرى بعد الفجر مثلاً، مما لم يعينه رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول بعضهم: يقال بعد الفجر (الله) ألف مرة أو غير ذلك من العدد، وبعد العصر: حي أو قيوم 999 مرة،
فهذا فيه محاذير:
الأول: كونه باللفظ المفرد.
والثاني: التزامه في وقت معين.
والثالث: التقييد بهذه الأعداد المحدثة.
وعن
الذكر بالاسم المفرد يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية كما في
مجموع الفتاوى 10/556 :
(
فأما الاسم المفرد مظهراً مثل: الله الله. أو مضمراً مثل: هو هو، فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضاً عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما نهج به قوم من ضُلاَّل المتأخرين) انتهى.
ولأهل البدع شبهات يتعلقون بها في هذا الباب لا تثبت مدعاهم، كما بين ذلك أهل العلم. وأما
اسم الله الأعظم فقد
اختلف العلماء فيه، فمنهم من قال إنه:
الله. ومنهم من قال: إنه
الرب لكون أدعية الأنبياء في القرآن مفتتحة به، ومنهم من قال إنه:
الحي القيوم.
ومما جاء في السنة الصحيحة في هذا الباب:
1- ما رواه الترمذي وأبو داود عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول:"
اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود. الصفحة أو الرقم: 1493 | خلاصة حكم المحدث : صحيح 2- وما رواه الترمذي وأبو داود والنسائي عن أنس قال:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى، وهو يدعو، ويقول في دعائه: اللهم إني أسألك لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام [ياحي يا قيوم]. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه.الصفحة أو الرقم: 3126 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح 3- وما رواه الترمذي وأبو داود عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "
اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) [البقرة: 163]،
وفاتحة سورة آل عمران (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) [آل عمران: 1،2].
الراوي : أسماء بنت يزيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود.الصفحة أو الرقم: 1496 | خلاصة حكم المحدث : حسن والله أعلم.
.....................
اما الحديث المنسوب الى ابن عمر رضي الله عنهما
أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن الدنيا أدبرت عني وتولت . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فأين أنت من صلاة الملائكة ، وتسبيح الخلائق ، وبه يرزقون ؟ قل عند طلوع الفجر : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، أستغفر الله ، مائة مرة ، تأتيك الدنيا صاغرة ) فولى الرجل ، فمكث ثم عاد فقال : يا رسول الله ! لقد أقبلت علي الدنيا فما أدري أين أضعها .
فهذا الحديث ضعيف ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه
الديلمي في "
مسند الفردوس" (3731) ، ونقله
الحافظ في "
لسان الميزان" وقال : أخرجه
الدارقطني في "
الرواة عن مالك" ، وعزاه
السيوطي في "
الخصائص الكبرى" (2/262)
للخطيب البغدادي في "
رواة مالك" .
وقال الحافظ
ابن حجر في "
لسان الميزان" (3/434) في ترجمة
عبد الرحمن بن محمد اليحمدي ، ويقال
التميمي : "
شيخ مجهول ، روى عنه أحمد بن محمد بن غالب المعروف
بغلام خليل وهو
تالف ، وأخرج
الدارقطني في "
الرواة عن مالك " عن داود بن حبيب ، عن أحمد بن محمد بن غالب ، عنه ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رجل : يا رسول الله ! وذكر الحديث
قال الحافظ
ابن حجر : وأخرجه
الخطيب من طريق
أبي الفتح الأزدي ، عن عبد الله بن غالب ، عن غلام خليل ، عن عبد الرحمن بن محمد التميمي به .
وأخرج من طريق أبي حمة محمد بن يوسف ، عن يزيد بن أبي حكيم ، عن إسحاق بن إبراهيم الطهوي ، عن مالك نحوه ، وقال :
لا يصح عن مالك ، ولا أظن إسحاق لقي مالكا . وقد رواه جماعة بأسانيد كلها ضعاف " انتهى باختصار.
وقد
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة فيها سؤال الغنى ، والبركة في الرزق ،
فليدع المسلم بها ويجتنب الأحاديث الضعيفة ، منها :
1- عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ :
إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي ، قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟ قَالَ : قُلْ : (اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ).
رواه الترمذي (3563) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
2- روى الترمذي (3500) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْتُ دُعَاءَكَ اللَّيْلَةَ ، فَكَانَ الَّذِي وَصَلَ إِلَيَّ مِنْهُ أَنَّكَ تَقُولُ : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي. قَالَ : فَهَلْ تَرَاهُنَّ تَرَكْنَ شَيْئًا؟) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي3- و
في دعاء القنوت المشهور : (ا
للَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ) ..
رواه الترمذي (646) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
ولنعلم جميعا - يقينا - بأن
الغنى الحقيقي هو غنى النفس ، وليس كثرة المال ،
روى البخاري (6446) ومسلم (1051) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) . والله أعلم .