oways عضو وفيّ
عدد المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 26/01/2013 العمر : 32
| موضوع: تدميرهم في تدبيرهم ام تدبيرهم في تدميرهم؟ ايهما اصح وما الفرق؟ السبت يوليو 16, 2016 1:34 pm | |
| تدميرهم في تدبيرهم ام تدبيرهم في تدميرهم؟ ايهما اصح وما الفرق؟ عبارة اللهمّ اجعل" تدميرهم في تدبيرهم" المعلوم والمؤكد أن الكافر لا يدبر لتدمير نفسه بنفسه، بل يدبر ويخطط وينفذ للتدمير والخراب والسوء في المسلمين ولهم وعليهم. فيدعوا المسلم على الظالم والكافر والباغي بأن يجعل الله ذلك التدبير تدميرا له ، أي يعكس فعله من خير له إلى شر عليه. قال الزمخشري :" المشورة والمشاورة استخراج الرأي من شرف العسل ... فإذا غش مستشيره سلبه الله صحة رأيه فلا يرى رأيا ولا يدبر أمرا إلا انعكس عليه وكان تدميره في تدبيره عقوبة له على خبث ما ارتكبه من غش أخيه المسلم " فيض القدير 2/335 ( اجعل تدبيرهم في تدميرهم): اي: اجعل تدبيرهم بالكيد للمسلمين واقعا في أثناء تدميرك يارب لهم.فـ(هم) في (تدبيرهم) فاعل في المعنى يعود للكفار، وهم في (تدميرهم) مفعول في المعنى يعود للكفار والفاعل مقدر يعود لله تبارك وتعالى. وهذا المعنى لا يصح إن كان تدبيرهم قد تم، لأنه شيء مضى قبل وقت الدعاء، و إن كان التدبير لم يقع بعد فلا معنى للدعاء بأن يقع تدبيرهم في أثناء تدمير الله لهم، لأنك إذا دعوت بأن يدمرهم الله فلا معنى لأن تطلب أن يكون منهم تدبير في أثناء هلاكهم. والصحيح أن يقال: ( اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم) أو ( تدميرا لهم) أي: حوّل تدبيرهم إلى تدمير لهم. ( اجعل تدميرهم في تدبيرهم) أي: اجعل تدميرك يارب لهم واقعا في أثناء تدبيرهم الكيد للمسلمين.(هم) الأولى مفعول، والثانية فاعل، وفي هذه الحال لا يصح أن يقال اجعل تدميرهم تدبيرا لهم) أو( تدبيرهم ) مطلقا. لأنه يصير دعاء لهم لا عليهم. ويمكن القول ، ببساطة: اجعل تدميرهم في تدبيرهم:اي يا رب اذا قضيت فاردت تدمير اعداء الاسلام ، فاجعل ذلك من جنس ما يدبرون ويخططون...اجعل دمارهم وهلاكهم مثل ما يخططون ويدبرون. قال تعالى: " فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ " ﴿٥١ النمل﴾" وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " ﴿١٦ الإسراء﴾" وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ " ﴿١٣٧ الأعراف﴾ اجعل تدبيرهم في تدميرهم:اي يا رب يا مدبر الامور من السماء الى الارض، اذا قضيت لأعداء الإسلام امرا ، فليكن تدبيرك لهم باهلاكهم والقضاء عليهم.قال تعالى:" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ " السجدة: 5 . علما بأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء ، لا في حديث صحيح ولا ضعيف.. ولكن ما ثبت وصح في الدعاء على الاعداء وممن خيف من مكرهم ،ما جاء من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلوات ربي الله عليه وسلامه، كما عند ابي داود في سننه :1537... " كان إذا خاف قوما قال :' اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم'." كذلك ما روى جابرٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ' الَّلهُمّ أَصْلِحْ لِيْ سَمْعِي وَبَصَرِيْ، وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَيْنِ مِنّي، وَانصُرنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي'.البخاري في الأدب المفرد:505.صحيح وجاء ايضا عند الترمذي :3502، من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ' قلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقومُ من مَجلسٍ حتَّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ : " اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ، واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا". حديث حسن. وثبت عنه صلوات ربي عليه وسلامه من حديث صهيب ..قوله ، كما في حديث اصحاب الاخدود، قول الغلام " ...اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شئت...". صحيح مسلم:3005 ومن حديث ابي بكر الصديق كما في الصحيحين قوله صلى الله عليه واله وسلم : " ...اللهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ..." في حادثة سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ورواه أحمد في " المسند " (1/181) . وأما ما هو مشهور من الدعاء مثلاللهم اكفنيهم بما شئت وحيثما شئت وكيفما شئت وأينما شئت). فالصحيح منها :' اللهم اكفنيهم بما شئت'، كما ذكرنا من حديث الغلام والراهب والساحر والملك. والزيادة لم يقلها النبي عليه الصلاة والسلام ، مع جوزا الدعاء بأي دعاء فيه الخير و معناه صحيح ، لكن لا ينسب للنبي عليه الصلاة وازكى السلام الا ما قاله وصح عنه. | |
|