الثامن من ذي الحجة، يوم التروية بيان وتفصيلات

يوم التروية... أسباب وأعمال:
اليوم (الثامن من ذي الحجة)
{يوم التروية}
في صبيحة هذا اليوم يحرم الحاج بالحج- إن لم يكن قد أحرم -، ثم يتوجه إلى منى بعد طلوع الشمس، ويمكث فيها إلى ما بعد شروق شمس اليوم التالي وهو [يوم عرفة].
{كتبه، وذكر به وبينه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي،علم وصدقة}

رواى مسلمٌ:١٢١٤، مِنْ حديثِ'جابر بنِ عبد الله' رضي الله عنهما قال:
«أَمَرَنَا النَّبِيُّ ﷺ لَمَّا أَحْلَلْنَا أَنْ نُحْرِمَ
إِذَا تَوَجَّهْنَا إِلَى مِنًى»،
قَالَ: «فَأَهْلَلْنَا مِنَ الأَبْطَحِ».
وفي لفظٍ: ١٢١٦ «حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ أَهْلَلْنَا بِالحَجِّ».
وفي لفظٍ: «فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى فَأَهَلُّوا بِالحَجِّ»
فإذا وَصَلَ المُحْرِمُ إلى مِنًى صلَّى الظُّهرَ والعصر والمغرب والعِشاء والصُّبح: كُلَّ صلاةٍ في وقتها (بلا جمعٍ) و{يَقْصُرُ الرباعيةَ} منها؛ اقتداءً بالنبيِّ ﷺ، لقوله ﷺ«خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»

ذكر ابن قدامة؛ أبو محمد، موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير (بابن قدامة المقدسي)، (المتوفى سنة: 620هـ)،قال في: "المغني": ج:٣، ص:٣٦٣، مسألة:٢٥٠٢،
وفي:' تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشِّلْبِيِّ ' لـعثمان بن علي بن محجن البارعي، فخر الدين الزيلعي الحنفي (المتوفى: 743 هـ)(الحاشية: لـ شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يونس الشِّلْبِيُّ (المتوفى: 1021 هـ) .

سبب تسمية  (يوم التروية) فقالا (ابن قدامة والزيلعي):
'سمي بذلك لأنهم كانوا يتروون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة، وقيل: سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية'.اهـ

كتبه، وذكر به وبينه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي،علم وصدقة}

(يوم التروية):، (٨ من ذي الحجة)
ذكر البابرتي؛ أكملُ الدين، أبو عبد الله، محمد بن محمد بن محمود بن أحمد الرومي البابرتي، ولد سنة 714 هـ، نسبة إلى "بابرتي" (قرية من أعمال دجيل في بغداد) أو "بابرت" التابعة لمنطقة أرضروم في تركيا، قال في "العناية شرح الهداية": (٢/٤٦٧):
[وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ.

وقال العيني؛ أبو محمد، بدر الدين العيني الحنفي، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد. ولد ١٣٦١،توفي:١٤٥١
من أعلام القرن التاسع الهجري.
قال في "البناية شرح الهداية"٤/٢١١): [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] اهـ."

كتبه، وذكر به وبينه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي،علم وصدقة}
قال ابن تيمية؛ تقي الدين أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م بدمشق،
قال في:'مجموع الفتاوى'،ج:٢٦،ص:١٢٩:
(فإذا كان يوم التروية، أحرم، فيفعل
كما فعل عند الميقات، إن شاء أحرم من مكة، وإن شاء من خارج مكة، هذا هو الصواب، وأصحاب النبي ﷺ إنما أحرموا كما أمرهم النبي ﷺ من البطحاء، والسّنة أن يحرم من الموضع الذي هو نازل فيه، وكذلك المكي يحرم من أهله، كما قال النبي ﷺ:
"من كان منزله دون مكة، فمهلّه من أهله"، حتى أهل مكة يهلون من مكة) انتهى.

وفي:" تيسير زاد المستقنع في الفقه الحنبلي" - العبادات والمعاملات (الفصل السادس،ص:٣٥٧)، قال ابن القيم:
(فلما كا يوم الخميس ضحى، توجه - يعني: النبي ﷺ بمن معه من المسلمين إلى" منى"، فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم، ولم يدخلوا إلى المسجد ليحرموا منه، بل أحرموا ومكة خلف ظهورهم) انتهى.
كتبه، وذكر به وبينه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي،علم وصدقة}

وبعد الإحرام يشتغل الحاج بالتلبية، فيلبي عند عقد الإحرام، ويلبي بعد ذلك في فترات، ✓ويرفع صوته بالتلبية، إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم العيد.

ثم يخرج إلى "منى" ،
من كان بمكة محرما يوم التروية، ✓والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال، فيصلي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الفجر، ويبيت ليلة التاسع، لقول جابر رضي الله عنه:'وركب النبي ﷺ إلى »منى«، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس،- وليس ذلك واجبا بل سنة-،  ✓وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجبا.
* فلو أحرم بالحج قبله أو بعده، جاز ذلك، وهذا المبيت بمنى ليلة التاسع، وأداء الصلوات الخمس فيها سنة، وليس بواجب.
كتبه، وذكر به وبينه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي،علم وصدقة}

فروقات هامة بين الأنساك:
(الإفراد):
وهو أن ينوي الحاج الإحرام "بالحج فقط"، ويبقى على إحرامه إلى أن يرمي الجمرة يوم العيد، ويحلق رأسه، ويطوف طواف الإفاضة، ويسعى بين الصفا والمروة إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم.

و[القران]:
وهو أن ينوي الإحرام'بالعمرة والحج معا من الميقات'، وهذا عمله كعمل المفرد، إلا أنه يجب عليه هدي التمتع.

و{التمتع}:
وهو أن يحرم" بالعمرة من الميقات"، و'يتحلل منها إذا وصل إلى مكة بأداء أعمالها من طواف وسعي وحلق أو تقصير'، ثم يتحلل من إحرامه، ويبقى حلالا إلى أن يحرم بالحج.

وأفضل الأنساك هو التمتع، فيستحب لمن أحرم مفردا أو قارنا ولم يسق الهدي أن يحول نسكه إلى التمتع، ويعمل عمل المتمتع.
كتبه، وذكر به وبينه ووثقه:
أبو أويس الأيوبي،علم وصدقة}

أعمال ومناسك (يوم التروية)
(اليوم الثامن من ذي الحجة) «يوم الأربعاء ٢٩/٧/٢٠٢٠»:

١. الإحرام بالحج للمتمتع.

٢. التلبية بالحج.

٣. التوجه إلى منى للمبيت فيها.

٤. صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في وقتها بمنى، مع قصر الصلاة الرباعية (الظهر والعصر والعشاء).

٥. صلاة فجر اليوم التاسع (يوم عرفة) بمنى.

٦. التوجه إلى'عرفات' مع طلوع شمس يوم التاسع إلى مغيبها.
(كتبه، ووثقه: أبو أويس الأيوبي}

�اللهم تقبل من الحجيج حجهم، ومنا ومن عامة المسلمين طاعاتهم وقرباتهم وتسبيحهم تكبيرهم وتهليلهم، واغفر لنا مولانا وارحمنا وعافنا واعف عنا، وبارك في ذرياتنا وأولادنا وأزواجنا، وارحم والدينا ووالديهم والارحام، وجميع أموات أمة سيدنا مُحمّد أجمعين،يا رب العرش العظيم.