السراج كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 53 الموقع : aahmroo@yahoo.com
| موضوع: ما الفرق بين السور المكية والمدنية ؟ الجمعة مارس 19, 2010 8:35 am | |
| ما الفرق بين السور المكية والمدنية؟ | الفتوى |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن اختلاف العلماء في ذلك فقال: اعلم أن للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات: أحدها: أن المكي ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة. والثاني وهو المشهور: أن المكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة، والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة . والثالث: أن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة، وعليه يحمل قول ابن مسعود الآتي؛ لأن الغالب على أهل مكة الكفر فخوطبوا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ وإن كان غيرهم داخلاً فيها، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان فخوطبوا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وإن كان غيرهم داخلاً فيهم. ونص كلام ابن مسعود هو كما رواه الحاكم والبيهقي وغيرهما: كل شيءٍ نزل فيه يا أيها الناس فهو بمكة، وكل شيء نزل فيه يا أيها الذين آمنوا فهو بالمدينة. قال الزركشي : وقد نص على هذا القول جماعة من الأئمة، منهم أحمد بن حنبل وغيره، وبه قال كثير من المفسرين ونقله عن ابن عباس، وهذا القول - أي قول ابن مسعود - إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر، فإن سورة البقرة مدنية وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً [البقرة:168]. وسورة النساء مدنية وفيها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:133]. وسورة الحج مكية وفيها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا [الحج:77]. فإن أراد المفسرون أن الغالب ذلك فهو صحيح، ولذا قال مكي: هذا إنما هو الأكثر وليس بعام، وفي كثير من السور المكية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا . والأقرب تنزيل قول من قال مكي ومدني على أنه خطاب المقصود به أو جل المقصود به أهل مكة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كذلك بالنسبة لأهل المدينة. ا.هـ ولكل منهما علامات يعرف بها، ذكرها الزركشي بقوله: ومن جملة علاماته أن كل سورة فيها: يا أيها الناس وليس فيها يا أيها الذين آمنوا فهي مكية، وفي الحج اختلاف، وكل سورة فيها: كلا، فهي مكية، وكل سورة أولها حروف المعجم فهي مكية إلا البقرة وآل عمران وفي الرعد خلاف . وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة. وكل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية سوى العنكبوت. وقال هشام - بن محمد بن السائب الكلبي- عن أبيه: كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنية، وكل ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهي مكية. ا.هـ . والله أعلم.
|
| |
|