anayasmeen كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 441 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 العمر : 31 الموقع : hotmail.com
| موضوع: بطلان العمل بالحسابات الفلكية لصيام رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 2:15 pm | |
| إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ؛
فهذا كتاب بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار وبيان ما فيه من مفاسد ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية صلى الله عليه وسلم . وبيان ذلك من ثلاثين وجهًا :
الأول : عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ' صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ ' رواه البخاري ومسلم . وقد تواترت الأحاديث الآمرة بصيام رمضان والفطر منه لرؤية الهلال ، أو إتمام عدة الشهر ثلاثين يوماً إذا لم يُر الهلال ، وصرح الطحاوي في شرح معاني الآثار بتواترها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيها أوضح بيان ممن أوتي جوامع الكلم - صلى الله عليه وسلم - للطريقة الشرعية الوحيدة في بدء الصيام ونهايته ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( الطَّرِيقُ إلَى مَعْرِفَةِ طُلُوعِ الْهِلَالِ هُوَ الرُّؤْيَةُ ؛ لَا غَيْرُهَا : بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ ) ا.هـ وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله : ( النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم لرؤية الهلال والإفطار لها وحصر ذلك فيها ) ا.هـ فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قال الله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . ق ال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :' أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ' .
الثاني : وهو نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن صيام رمضان والفطر منه حتى يرى الهلال أو تتم العدة ثلاثين يوماً ، فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال : ' الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فلا تَصُومُوا حتى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ ' رواه البخاري . فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف نهي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثالث : نَفَي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -الحساب عن الأمة المحمدية فيما يتعلق بالصوم والإفطار . فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قال : ' إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ ' رواه البخاري ومسلم .
فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما فيكون قد صحح ما أبطله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأثبت ما نفاه ، ويكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين . فعن سَعْدِ بن عُبَيْدَةَ قال : سمع ابن عُمَرَ رضي الله عنهما رَجُلًا يقول اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ فقال له ما يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّيْلَةَ النِّصْفُ سمعت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول : ' الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْعَشْرِ مَرَّتَيْنِ وَهَكَذَا في الثَّالِثَةِ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ كُلِّهَا وَحَبَسَ أو خَنَسَ إِبْهَامَهُ ' رواه مسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (قَوْلهُ : ' إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ ' هُوَ خَبَرٌ تَضَمَّنَ نَهْيًا . فَإِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ الْأُمَّةَ الَّتِي اتَّبَعَتْهُ هِيَ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ أُمِّيَّةٌ لَا تَكْتُبُ وَلَا تَحْسُبُ . فَمَنْ كَتَبَ أَوْ حَسَبَ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي هَذَا الْحُكْمِ . بَلْ يَكُونُ قَدْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هُمْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فَيَكُونُ قَدْ فَعَلَ مَا لَيْسَ مِنْ دِينِهَا وَالْخُرُوجُ عَنْهَا مُحَرَّمٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فَيَكُونُ الْكِتَابُ وَالْحِسَابُ الْمَذْكُورَانِ مُحَرَّمَيْنِ مَنْهِيًّا عَنْهُمَا ) ا.هـ
الرابع : مخالفة السنة العملية المستمرة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم في عدم العمل بالحساب ولا الاستئناس به ولا خلطه بالرؤية فقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات وصام من بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم قريبا من ثلاثين رمضانا ، ولم يعرف عن واحد منهم الالتفات للحساب الفلكي . عن العرباض ابن سارية قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' إنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي , عضوا عليها بالنواجذ [ و إياكم و محدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ] ' رواه أصحاب السنن والطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين له وابن أبي عاصم في السنة ، وصححه الألباني في ' السلسلة الصحيحة' ( 6 / 526 ) .
فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف السنة العملية المستمرة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم .
الخامس : عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ' رواه البخاري ومسلم ، وفي لفظ لمسلم : ' من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ' . قال العلماء : هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام , و هو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ، وهو صريح فى رد و إبطال جميع البدع والمحدثات ، واللفظ الأول أعم فإنه يشمل كل من عمل بالبدعة و لو كان المحدث لها غيره . فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد أحدث في الدين ما ليس منه ، ويكون عمله مردود عليه .
السادس : مخالفة السنة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم في قبول شهادة العدول من المسلمين على رؤية الهلال في دخول شهر رمضان وخروجه والعمل بها ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ' تراءَى الناس الهلال فأخبرت النبى صلى الله عليه وسلم أنى رأيته فصام و أمر الناس بصيامه ' رواه أبو داود وصححه الحاكم والذهبي وابن حزم وابن حجر والألباني .
السابع : من مفاسد العمل بالحساب الظاهرة تلبيس الحق بالباطل ، حتى يصير الحساب مقدما على الرؤية وحاكما عليها ، فلا تقبل إلا إذا شهد لها الحساب ، فيصير كلام الحُسَّاب والفلكيين والمتكلفين والظانين ممن لاتعرف ديانته وعدالته مقدما على كلام قضاة الشرع وكتاب العدل والشهود المعدَّلين .
الثامن : من مفاسد العمل بالحساب الظاهرة تزهيد الناس في ترائي الهلال والتبليغ برؤيته ، والقطع بعدم ولادته أو عدم إمكان رؤيته ، فينصرف الناس عن سنة تراءي الهلال المستمرة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق في حديث ابن عمر رضي الله عنهما وغيره .
التاسع : من مفاسد العمل بالحساب الظاهرة بلبلة أفكار العوام وبعض المنتسبين إلى العلم وتشكيكهم في شهادة العدول على رؤية الهلال في دخول شهر رمضان وخروجه .
العاشر : من مفاسد العمل بالحساب الطعن في شهود الشرع الشريف ، ورميهم بالتسرع في تأدية الشهادة ، وأنهم يأخذون مالا مقابل التبليغ بالرؤية ، والطعن فيهم بمجرد الظن .
الحادي عشر : من مفاسد العمل بالحساب الطعن في قضاة الشرع الشريف ورميهم بالتساهل في قبول الشهادة على رؤية الهلال ، وهذا من سوء الظن بالقضاة والشهود ، وإبطال لحجج الشرع وبيناته .
الثاني عشر : من مفاسد العمل بالحساب الطعن في ولاة الأمر الذين يعملون بحكم القضاة بقبول شهادة العدول على رؤية الهلال ويأمرون الرعية بالعمل بشهادتهم .
الثالث عشر : مَن ردَّ شهادة العدول على رؤية الهلال لقول الحاسب إنه يُرى او لا يُرى ؛ يكون ممن كذب بالحق لما جاءه في رده الرؤية الشرعية ، ويكون من السماعين للكذب في قبوله قول الحاسب : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( رأيت الناس فى شهر صومهم وفى غيره ايضا منهم من يصغى الى ما يقوله بعض جهال اهل الحساب من ان الهلال يُرى او لا يُرى ويبنى على ذلك اما في باطنه ، واما فى باطنه وظاهره ، حتى بلغنى ان من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب إنه يرى او لا يرى فيكون ممن كذب بالحق لما جاءه وربما اجاز شهادة غير المرضي لقوله فيكون هذا الحاكم من السماعين للكذب فان الآية تتناول حكام السوء كما يدل عليه السياق حيث يقول : ( سماعون للكذب أكالون للسحت ) وحكام السوء يقبلون الكذب ممن لا يجوز قبول قوله من مخبِر او شاهد وياكلون السحت من الرُّشَا وغيرها ، وما أكثر ما يقترن هذان ، وفيهم من لا يقبل قول المنجم لا فى الباطن ولا فى الظاهر لكن فى قلبه حسيكة من ذلك وشبهة قوية لثقته به من جهة ان الشريعة لم تلتفت الى ذلك لا سيما ان كان قد عرف شيئا من حساب النَّيِّرَين ) ا.هـ
الرابع عشر : من مفاسد العمل بالحساب إيقاع الأمة في الحرج والعسر في صومها وفطرها الذي رفعه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ' إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا وهكذا ، وعقد الإبهام في الثالثة ، والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين ' رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما . قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري : (عَلَّقَ الْحُكْمَ بِالصَّوْمِ وَغَيْره بِالرُّؤْيَةِ لِرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ فِي مُعَانَاةِ حِسَاب التَّسْيِير وَاسْتَمَرَّ الْحُكْمُ فِي الصَّوْمِ وَلَوْ حَدَثَ بَعْدَهُمْ مَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ ، بَلْ ظَاهِر السِّيَاقِ يُشْعِرُ بِنَفْيِ تَعْلِيقِ الْحُكْمِ بِالْحِسَابِ أَصْلًا وَيُوَضِّحُهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْمَاضِي ' فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ ' وَلَمْ يَقُلْ فَسَلُوا أَهْل الْحِسَاب ) ا.هـ قال الشاطبي في الموافقات : (لم يطالبنا بحساب مسير الشمس مع القمر فى المنازل لأن ذلك لم يكن من معهود العرب ولا من علومها ، ولدقة الأمر فيه وصعوبة الطريق إليه ، وأجرى لنا غلبة الظن فى الأحكام مجرى اليقين ، وعذر الجاهل فرفع عنه الإثم وعفا عن الخطأ إلى غير ذلك من الأمور المشتركة للجمهور فلا يصح الخروج عما حد فى الشريعة ولا تطلب ما وراء هذه الغاية فإنها مظنة الضلال ومزلة الأقدام ) ا.هـ فاليسر هو في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين المهديين وصحابته ومن تبعهم بإحسان وقد أمرنا أن نعض بالنواجذ على سنته وسنة خلفائه وأن نجتنب محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ، ولم يعرف عنه ولا عن خلفائه الاستعانة بالحساب مع الرؤية ولا اعتمادها والاستئناس بها . قال القرطبي في شرح الحديث السابق من صحيح مسلم : ( أي لم نكلف في تعرف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة وإنما ربطت صلى الله عليه وسلم عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفتها الحساب وغيرهم ) ا.هـ
والحُسَّاب مختلفون في الكتاب ، مخالفون للكتاب ، يقذفون بالغيب من مكان بعيد ، وسيأتي بيان ذلك مفصلا إن شاء الله تعالى في فصل : ' اضطراب الْحُسَّاب وتناقضهم في إثبات الشهور القمرية وغيرها ' ، والله الموفق . ...............................................***************................................................ .................. لقراءة كامل الكتاب وتحميله اضغط هنا ........................
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل anayasmeen في الإثنين يناير 28, 2013 9:02 am عدل 1 مرات | |
|
السراج كاتبة متميزة واميرة الاشراف
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 53 الموقع : aahmroo@yahoo.com
| موضوع: رد: بطلان العمل بالحسابات الفلكية لصيام رمضان الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:06 pm | |
| | |
|