ظَــلامُ الصَّمـــــتِ يعصِـفُ باللَّيالي ... ويفـــتِكُ بالنُّــــــــجومِ وبالهِــــــلالِ
كأنَّ العــــــالَم المأفُــــــونَ أعـــمَى ... أصمُّ فــمَا يَــــرى سُــــوءَ الفِــــعالِ
"حمَاةٌ" تشْتكِي البَاغِي و "حِمْصٌ "... و" دَرعةٌ " تشْتَكي و "أبوكـــمَالِ "
و" دير الزَّورِ " تشكو جور بـــــاغٍ .. و "إدلِـبَ" و " المَعَرَّةُ " في اعتِلالِ
وفي " مصيافها " جـــــرحٌ عمــيقٌ ... و " جسرُ شُغُورها " في شــرِّ حالِ
وأمَّا " بانـــــياسُ " فقـــــد دَهَــــاها ... " كدُومَةَ "ما يــــدلُّ على اختــــلالِ
و " قامِشْلي " و " تَدْمُرُ " في عناءٍ ... وكُلُّ مــــــدائِنِ الشَّـــــامِ الغــــوالي
وفي وسـطِ البـــلادِ لهيــــبُ نـــــارٍ ... وفي أقْصَى السَّـــوافِلِ و العَــــوَالي
بلادُ الشَّــــــامِ من شـرقٍ لغــــــربٍ ... تئـــــنُّ، ومِنَ جنــــــوبِ للشِّـــمالِ
ومَـــــا في جَوْقَــــــةِ العلَـــــوِيِّ إلاَّ ... ثَعَـــــالِبُ أو ذئـــــابٌ أو سَعَـــــالي
وما فــــيها سِـــوى النمْرودِ يقـضي ... وأبرهَـةٌ، وغــــــدرُ أبي رِغَـــــالِ
بــــأرْضِ الشَّـــــامِ مُحْـــــتَلٌّ عنــيدٌ ... تمـــرَّسَ في التَّـــــآمُرِ و الجِـــــدالِ
حَليـــــفٌ لليَـــــهُودِ وإن تَـــــوَارى ... وَرَاءَ جِــــــــــدارِ زُورٍ واحتِـــــيالِ
تراهُ على مَـــدَى خمســـــــين عاماً ... يُبــــــارِكُ لليَـــــــهودِ بالاحتِـــــلالِ
بَـــنَى أحـــــلامَهُ كَــــذِبـــاً و زُوراً ... على دَعْوى التَّـــــمنُّعِ و النِّضــــالِ
وأيُّ تمنُّــــــعٍ و اللِّـــــصُّ يَمْــــشي ... على جُولانِـــــنا مَشْـــيَ اختِــــــيالِ
وجامِعةُ العُــــــــــروبةِ سُلْحَـــــــفاةٌ ... تُجَرْجِرُ خـــطْوَها فـــــــوقَ الرِّمالِ
ترى الأحداثَ كالإعــــصارِ تجْري ... ومَا عــــزَمَتْ على شــــدِّ الرِّحــالِ
و مَجْلِسُ خــــوفِ عالمِنا صريــــعٌ ... على بَابِ التَّحَــــاوُرِ و الجِـــــــدالِ
وهيئَــــتُهُم مُكـــبَّــــــلَةُ الأيــــــادي ... أمامَ الشَّــــــــامِ ضيِّــــقَةُ المَجَـــــالِ
إذا اجْتَمـــــعوا أُصِيبُـــوا بالتَّـراخي ... وبالــــــرَّأي المُفنَّــــــدِ و الخَـــــبَالِ
كــــأنَّ دِمَــــاء أهـــــلِ الشَّـــامِ نهرٌ ... هُــــــلامِيٌّ تسلْــــسَلَ في الخـــــيالِ
وليــــسَ حقيـــــقةً تجــــــري عياناً ... بيـــاناً في السُّــــهُول وفي التِّــــلالِ
أَيـــــا أحــــبابِنا في الشَّــــــــامِ إنِّي ... أُشاهِدُ مَصْــرَعَ البــــاغِي حِــــيَالي
و أُبصِــــرُ في رُبــــوعِ الشَّامِ فجراً ... سينْـــسِفُ ليلَ تُجَّـــــار الضَّـــــلالِ
أيا أحْـــبابَنا في الشَّــــامِ صَـــــــبْراً ... على هـــذا التَّـــــخاذُلِ و الهُـــــزالِ
أشِيـــحوا بالوُجُـــــوهِ عنِ الدَّعـاوى ... وعن هَــذا التَّذَبْـــــذُبِ في المقَــــالِ
دعوا تلكَ المجَـــــالِسَ واترُكــــوها ... لأصحــــابِ السِّـــــيادَةِ و المَــعالي
و لُـــوذوا بالَّذي يحْمِــــي ضعــــيفاً ... ويهــــزمُ باغِــــــياً، رَبِّ الجَـــلالِ
ولا تخْشــــوا مُكاثَرَةَ الأعــــــــادي ... وخَشْـــخَشَةَ الزَّواحِفِ و السَّـــحالي
فعِــــندَ اللهِ نصْــــــرٌ حيـــــنَ يـأتي ... سينْـــقُضُ ما تشَـــابَكَ من حِـــــبالِ
* * *