ولد الشاعر الفلسطيني إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان، في نابلس بالأرض المحتلة عام 1905، حفظ عيون الشعر العربي، وعني بتلاوة القرآن الكريم عناية خاصة وكان له مصحف لا يخلو من جيبه، وكان شديد الإعجاب بالمنهج القرآني، درس في الجامعة الأمريكية ببيروت برع بالأدبين العربي والإنكليزي، ساعد المستشرق الأمريكي (لويس نيكل) في نشر النصف الأول من كتاب (الزهرة)، قالت شقيقته فدوى: كان حنونا محبا للناس وللأطفال وكان يتمتع بشخصية هادئة.
إبراهيم طوقان
كان مؤمنا بالوحدة العربية والإسلامية، مدافعا عن الفصحى، نظم القصائد الوطنية من منطلق إسلامي جهادي كانت القضية الفلسطينية شغله الشاغل ومحور شعره الوطني، عبّر فيها تعبيراً مؤثراً، بلغة ناريّة محكمة، عن أعمق مشاعر الفلسطينيين في كل مكان، فكسب بذلك شهرة عظيمة في العشرينات والثلاثينات.
وتتحدّث الأديبة سلمى الخضراء الجيوسي عن موهبة نادرة كان يتميّز بها فتقول: كان طوقان يمزج الهجاء السياسي بالسخرية اللاذعة كلما سمح المقام، هذه الموهبة النادرة، التي تمتزج فيها المأساة بالكوميديا وتلتحم النظرة الساخرة فيها بالالتزام العميق بالقضية التي يتناولها العمل الأدبي.
وله قصائد جياد في الغزل والوصف، وديوان شعر مطبوع، توفي بالقدس في عام 1941.
في قصيدته الوطنيّة الرائعة (الشهيد) يصف الشاعر إبراهيم طوقان الشهيد الفلسطيني بالعزيمة والثبات، والاستخفاف بالصعاب، والهجوم في موضع الفداء، ورباطة الجأش، ورجاحة العقل، وثبات الجنان، ورسوخ القدم، والهمة العالية التي لا تدانيها همّة.
طبع الشهيد ثورة ونار ملتهبة، فهو مثل بركان راسخ كالجبال، أمّا نفسه فمجبولة من عنصري التضحية والكرم، والحق عنده نار مشتعلة تكفي حرارتها لتحرير الشعوب من العبوديّة، وهو سائر على درب المعالي إلى عالم الخلود، لا يبالي بالعقبات التي تقف دون تحقيق هدفه.
ربّما اغتاله الموت وهو سجين، فسواء قبره في السجن أو في المقابر، إنّه نجم مضيء في سمائنا المظلمة بالابتلاء.
أي وجه مستبشر هذا الرجل المقبل على الشهادة، الواهب نفسه لله وللوطن.
أضاء العيون بالنور فلا تعرف النعاس، وأشعل النار في القلوب فلا تعرف الأحقاد.
أي وجه مستبشر هذا الرجل المقبل على الشهادة، الفدائي الواهب نفسه لله وللوطن.
تصعد روحه إلى الملأ الأعلى، وهو يصدح بنشيد الخلود، لأنّه وهب نفسه لله والوطن.
عبس الخطب فابتسم و طغى الهول فاقتحم
رابط النفس و النهى ثابـــت القلـــب و القـــدم
نفسه طوع همة وجمت دونها الهمم
تلتقــــي فـــي مزاجهـــا بالأعــــــاصير والحـــــمم
تجـــمع الهـــائج الخـــضم إلــــى الراســــخ الأشـــم
وهــي مــن عنصــر الفــداء ومــــن جــــوهر الكـــرم
ومــــن الحـــق جـــذوة لفحهــــا حــــرر الأمـــم
ســـار فــي منهــج العــلي يطــــرق الخــــلد مـــنزلا
لا يبــــــالي, مكبـــــلا نالـــــــه أم مجــــــدلا
فهـــو رهـــن بمـــا عــزم
ربمــــا غالـــه الـــردى وهــــو بالســـجن مـــرتهن
لســـت تـــدري بطاحهــا غيبتـــــــه أم القنــــــن
إنــــه كـــوكب الهـــدى لاح فـــي غيهـــب المحـــن
أي وجــــــه تهلـــــلا يــــرد المــــوت مقبـــلا
إنا للـــــــه والــــــوطن
أرســل النــور فــي العيـون, فمــــا تعــــرف الوســـن
ورمــي النــار فــي القلـوب, فمــــا تعــــرف الضغـــن
أي وجــــــه تهلـــــلا يــــرد المــــوت مقبـــلا
صعـــد الـــروح مرســلا لحنــــه ينشــــد المــــلا
إنا للـــــــه والــــــوطن
أرســل النــور فــي العيـون, فمــــا تعــــرف الوســـن
ورمــي النــار فــي القلـوب, فمــــا تعــــرف الضغـــن
أي وجــــــه تهلـــــلا يــــرد المــــوت مقبـــلا
صعـــد الـــروح مرســلا لحنــــه ينشــــد المــــلا
إن للـــــــه والــــــوطن