عشر ذي الحجة...فضائل ونفحات وأحكام ودعوات ونصائح وخيرات

عشر ذي الحِجّة...فضائل ونفحات وأحكام ودعوات ونصائح وخيرات

فضل العشر من ذي الحجة والعمل الصالح فيها : كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - عليه السلام- قال :" ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ "
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 757.خلاصة حكم المحدث: صحيح  

الحديث دليل على فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ، حيث أن النبي - عليه السلام - شهد بأنها أفضل أيام الدنيا ، وحث على الإكثار من العمل الصالح فيها بكل أنواعه وأصنافه وأشكاله.

وفيه دليل على أن كل عمل صالح في هذه الأيام فهو أحب إلى الله تعالى منه في غيرها ، وهذا يدل على فضل العمل الصالح فيها وعظم ثوابه ، وأن جميع الأعمال الصالحة تضاعف أجورها وحسناتها في العشر من ذي الحجة دون استثناء .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - عليه السلام - قال :" ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى ." قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال :" ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ ." قال : فكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ إذا دخل أيامُ العشرِ اجتهد اجتهادًا شديدًا ، حتى ما يكادُ يقدرُ عليه "
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1148.خلاصة حكم المحدث: حسن

وإن إدراك هذه العشر - من ذي الحِجّة - نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عبده ، لأنه يدرك موسماً من مواسم الطاعة التي تكون عوناً للمسلم - بتوفيق الله - على تحصيل الثواب واغتنام الأجر ، فعلى المسلم أن يستشعر هذه النعمة ، ويستحضر عظم أجر العمل فيها ، ويغتنم الأوقات ، وأن يُظهر لهذه العشر مزية على غيرها ، بمزيد الطاعة ، وهذا شأن سلف هذه الأمة ، كما قال أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: " كانوا يعظمون ثلاث عشرات : العشر الأخير من رمضان ، والعشر الأَوَّلَ من ذي الحجة ، والعشر الأَوَّلَ من المحرم " .

وفي العشر من ذي الحِجّة نفحات وخيرات وأعمال مجزية وفضائل  على كل مسلم اغتنامها والاجتهاد لها والتشمير والسعي لتحقيق ما استطاع منها ، مخلصا لله ولكن قبل الشروع والسعي لتلك الأعمال ، يجب على كل مسلم ( ذكر وأنثى ) أن يعلم أن الأعمال الصالحة - لا يقبل الله منها - إلا ما كان خالصا لوجهه، فالأخلاص الأخلاص يا عباد الله !!!

كما وينبغي لكل مسلم عاقل لبيب ، حكيم أن يستقبل العشر بأمور هاااامة جدا منها :

1- التوبة الصادقة :
فمواسم الطاعات تستقبل بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، وعدم الرجوع الى المعاصي ورد الحقوق الى أهلها. ففي التوبة صلاح وفلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " [النور:31].

2- الأخلاص لله في أي طاعة او عمل او قربة ، والعزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فعمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الخالصة لله والصالحة يحتاج - بلا شك - الى عزيمة وارادة قوية وصدق دعاء لله ليكون الله تعالى معينا للعبد على العمل والجهد والاجنهاد فيها، فمن يَصدُق الله يَصدقه الله ، قال تعالى:" لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" سورة الأحزاب الآية : 24 " .

وقال تعالى :" فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " " الكهف،الآية : 110.

وقال تعالى :" الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " الملك ، الآية : 2 " .
قال الفضيل بن عياض :" أيكم أحسن عملاً" ، أي : أخلصه وأصوبه .

وقال تعالى : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ " العنكبوت:69

وعن علقمة بن وقاص الليثي يقول : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " أخرجه البخاري ح 1، ومسلم ح 907" .

" إنما الأعمالُ بالنيةِ، وإنما لامرِئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى اللهِ ورسولِه، فهجرتُه إلى اللهِ ورسولِه، ومَن كانتْ هجرتُه إلى دنيا يُصيبُها، أو امرأةٍ يتزوجُها، فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه"
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 6689 | خلاصة حكم المحدث : ]صحيح]


3- البُعد عن المَعاصي واجتنابها بكافة أشكالها وأحجامها وألوانها:

فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والنجاة والعتق من النار ، فأحذروا - كل الحذر - الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها!! ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:" لا يرُدُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البِرُّ وإنَّ الرَّجلَ ليُحرَمَ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُذنبُه "
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب.الصفحة أو الرقم: 2/391 | خلاصة حكم المحدث : ]إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما....المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح .الصفحة أو الرقم: 4/411 | خلاصة حكم المحدث : ]حسن كما قال في المقدمة]


من فضائل العَشر من ذِي الحِجّة !!

1- أن الله تعالى أقسَم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى: " وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ". والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.

2- هي الأيام المعلومات التي شرع الله تعالى فيها ذكره:
قال تعالى: " وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ " [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.

3- شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ "
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1133.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال عليه السلام :"  ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى. " قيل : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ قال :" ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ ." قال : فكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ إذا دخل أيامُ العشرِ اجتهد اجتهادًا شديدًا ، حتى ما يكادُ يقدرُ عليه."
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1148.خلاصة حكم المحدث: حسن

وعن عبدالله بن عمر وابي هريرة - مرفوعا - قال رسول الله - عليه السلام - :" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 7/224.خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

4- في عشر ذي الحِجّة يوم لله فيه عتقاء من النار... يومُ عَرفةوصيامه لغير الحاج مستحب ومندوب وعظم جزاءه مطلوب محبوب :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، وخير الدعاء فيه .ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً
قال عليه السلام :" ... صيامُ يومِ عرفةَ ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه . والسنةَ التي بعده ، وصيامُ يومِ عاشوراءَ ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه ..."
الراوي: أبو قتادة الأنصاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 8100.خلاصة حكم المحدث: صحيح

" صومُ يومِ عرَفةَ كفَّارةُ السنةِ الماضِيَةِ و السنةِ الْمُستقبَلةِ "
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3805.خلاصة حكم المحدث: صحيح

" صومُ عاشوراءَ كفارةُ سنةٍ، وصومُ يومِ عرفةَ كفارةُ سنتين، سنةٍ قبلَها ماضيةٍ وسنةٍ بعدَها مستقبَلةٍ "
الراوي : أبو قتادة الأنصاري | المحدث : النووي | المصدر : المجموع.الصفحة أو الرقم: 6/379 | خلاصة حكم المحدث : رواه مسلم بمعناه

وقال عليه السلام في العتقاء من النار يوم عرفة:" ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ ، من يومِ عرفةَ . وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ . فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟"
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1348.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال عليه السلام :"خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ"
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3585.خلاصة حكم المحدث: حسن


5- في العشر من ذي الحجة ...أعظم الأيام عند الله...يومُ النّحر:
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم " أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر"
الراوي: عبدالله بن قرط المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1064.خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويومُ القُرِّ: هو اليوم الذي يلي يوم النحر، لأن الناس يقرون فيه بمنى ـ بقية أيام التشريق ـ بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا.

6- تجتمع في عشر ذي الحجة من العبادات ما لا يجتمع في غيرها...فأمهات العبادات فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

فعلى العبد المؤمن الموحد الاكثار فيه من الطاعات والقربات والنوافل - خاصة - تقربا لله لقوله عليه السلام:
لقيت ثَوْبانَ مولى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعملُه يدخلني اللهُ به الجنةَ، أو قال قلت: بأحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ فسكت، ثم سألتُه فسكتَ ،ثم سألتُه الثالثةَ فقال: سألتُ عن ذلك رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم . فقال:" عليك بكثرةِ السجودِ للهِ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً " . قال مَعْدانُ: ثم لقيتُ أبا الدرداءِ فسألتُه فقال لي مثلَ ما قال لي ثوبانُ.
الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 488.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بني الله له بيتاً في الجنة... "
الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 728.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي للهِ تعالى في كلِّ يومٍ ثِنْتي عشرةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ إلا بنى اللهُ تعالى له بيتًا في الجنَّةِ ، أو : إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ :أربعًا قبلَ الظهرِ ، و ركعتَين بعدَها ، و ركعتَين بعد المغربِ ، و ركعتَين بعد العشاءِ ، و ركعتَين قبلَ صلاةِ الغَداةِ "
الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 579.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 725.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وسألتُ عائشةَ رضي الله عنها ، عن صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، عن تطوَّعِه ؟ فقالت : كان يصلي في بيتي قبلَ الظهرِ أربعًا . ثم يخرج فيصلي بالناسِ . ثم يدخل فيصلي ركعتَين . وكان يصلي بالناس المغربَ . ثم يدخل فيصلي ركعتَين . ويصلي بالناس العشاءَ . ويدخل بيتي فيصلي ركعتَين . وكان يصلي من الليلِ تسعَ ركعاتٍ . فيهنَّ الوترُ . وكان يصلي ليلًا طويلًا قائمًا . وليلًا طويلًا قاعدًا . وكان إذا قرأ وهو قائمٌ ، ركع وسجد وهو قائمٌ . وإذا قرأ قاعدًا ، ركع وسجد وهو قاعدٌ . وكان إذا طلع الفجرُ ، صلَّى ركعتَين .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 730 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً " (في المسجد).
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 881.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن ابن عمر رضي الله عنهما : " أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُصلِّي : قبلَ الظهرِ ركعتَينِ، وبعدَها ركعتَينِ، وبعدَ المغرِبِ ركعتَينِ في بيتِه، وبعدَ العِشاءِ ركعتَينِ، وكان لا يُصلِّي بعدَ الجمُعةِ حتى يَنصَرِفَ، فيُصلِّي ركعتَينِ ."
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 937.خلاصة حكم المحدث: ]صحيح]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رحِمَ الله امرءاً صَلى قبل العَصر أربعاً"
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3493.خلاصة حكم المحدث: حسن

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَن حَافظ على أربع ركعات قبل الظهر و أربعاً بعدها حرمه الله على النار"
الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6195.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة" قال في الثالثة "لمن شاء" . (المراد بالأذانين : الأذان والإقامة) .
الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 627 | خلاصة حكم المحدث : ]صحيح]
مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 838 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لبلال عندَ صلاةِ الفجرِ:" يا بلالُ ، حدِّثْنِي بأَرْجَى عملٍ عَمِلْتَهُ في الإسلامِ ، فإنِّي سمعتُ دُفَّ نعليْكَ بينَ يديَّ في الجنةِ . قال : ما عملتُ عملًا أَرْجَى عندي : أنِّي لم أَتَطَهَّرَ طَهورًا ، في ساعةِ ليلٍ أو نهارٍ ، إلا صلَّيتُ بذلكَ الطَّهورِ ما كُتِبَ لي أن أُصلِّي ".
( صلاة ركعتين بعد الوضوء - سنة مؤكدة ، جزاؤها الجنة، كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام بلالا رضي الله عنه )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 1149 | خلاصة حكم المحدث : ]صحيح]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر و ركعتي الضحى و أن أوتر قبل أن أرقد"
الراوي: أبو هريرة . المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 721.خلاصة حكم المحدث: صحيح

(والوتر قبل النوم يستحب لمن لا يثق بالاستيقاظ آخر الليل فإن كان واثقا من الاستيقاظ فأخر الوتر الى ما قبل الفجر كان أفضل واوجب) لقوله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله عن صلاةِ الليلِ ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: " مَثْنى مَثْنى . فإذا خشيتَ الصُّبحَ فأوتِرْ بركعةٍ " .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 749 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أفضلُ الصيامِ ، بعدَ رمضانَ ، شهرُ اللهِ المحرمِ . وأفضلُ الصلاةِ ، بعدَ الفريضَةِ ، صلاةُ الليلِ"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1163.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا صلَّى ، قام حتى تفطَّر رجلاه . قالت عائشةُ : يا رسولَ اللهِ ! أتصنعُ هذا ، وقد غُفِر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّرَ ؟ فقال " يا عائشةُ ! أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ".
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 2820 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وعن المغيرة بن شعبة قال: " كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصلِّي حتى تَرِمَ، أو تنتَفِخَ، قدَماه، فيُقالُ له، فيقولُ : ( أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا ) ".
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري.| المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 6471 | خلاصة حكم المحدث : ]صحيح]

ويستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات ،وذلك في كل وقت ، ولما كانت هذه العشر اعظم اجرا وفضلا... وجب علينا عدم الغفلة والتشمير والسعي في الاعمال الصالحات لنيل رضوان الله والرحمات المباركات.

أما الصوم في ذي الحجة وغيره ففضله كبيير وعظيم :
فالدعاء للصائم مستجاب كما جاء في الحديث : فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر."
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3032.خلاصة حكم المحدث: حسن

وللصائم - المحافظ على صوم النافلة - ، غرف في الجنة شفافة يُرى ظاهرها من باطنها ،كما جاء في الحديث الشريف عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن في الجنةِ غرفًا ، يُرى ظاهرُها من باطنِها ، وباطنُها من ظاهرِها ؛ أعدَّها اللهُ لمن ألانَ الكلامَ ، وأطعمَ الطعامَ ، وتابعَ الصيامَ ، وصلى بالليلِ والناسُ نيامٌ"
الراوي : أبو مالك الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع.الصفحة أو الرقم: 2123 | خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب.الصفحة أو الرقم: 946 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وقال عليه السلام :"إنَّ في الجنَّةِ غُرَفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها ، وباطنُها من ظاهرِها" فقال أبو مالكٍ الأشعريِّ : لمَن هيَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال :" لمَن أطابَ الكلامَ ، وأطعمَ الطَّعامَ ، وبات قائمًا والنَّاسُ نيامٌ ."
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3717.خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح


أما الصدقة في عشر ذي الحجة وغيرها ففضلها عظيم كبير مطلوب محبوب مندوب :
قال الله تعالى حاثا عباده على الصدقة- لأهميتها - وما لها من الفضل العظيم ، فقال تعالى : " وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ"   سورة المنافقون:10

وحث رسول الله - عليه السلام - على الصدقة مهما كانت يسيرة وصغيرة وقليلة ، فأجرها عند الله - لله خالصة - كبيرة وعظيمة ،تقي من النار، لقوله عليه السلام :" اتقوا النارَ" ثم أعرَضَ وأَشاحَ، ثم قال :" اتقوا النارَ." ثم أعرَضَ وأشاحَ ثلاثًا حتى ظننا أنه يَنْظَرُ إليها ، ثم قال :" اتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ ، فمَن لم يَجِدْ فبكلمةٍ طَيِّبَةٍ."
الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6540.خلاصة حكم المحدث: ]صحيح]

وقال عليه السلام لمّا دخل على بلالٍ وعنده صُبْرَةٌ من تَمْرٍ فقال :" ما هذا يا بلالُ ؟" !، قال : شيءٌ ادَّخَرْتُهُ لِغَدٍ (لأضيافك)، فقال :" أَمَا تَخْشَى أن تَرَى له غَدًا بُخَارًا في نارِ جهنمَ يومَ القيامةِ ؟":" أنفقْ يا بلالُ ! و لا تخشَ من ذي العرشِ إقلالاً"
الراوي: بلال و أبو هريرة و ابن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1512.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال عليه الصلاة السلام مبينا أن مال الصدقة لا يمكن أن ينقص فقال:" ما نقُصتْ صدقةٌ من مالٍ وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا . وما تواضَع أحدٌ للهِ إلَّا رفعه اللهُ"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 2588 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وجاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الصدقةِ أعظمُ أجرًا ؟ فقال : " أما وأبيك لتنبأنَّه : أن تصَّدق وأنت صحيحٌ شحيح ٌ. تخشى الفقرَ وتأملُ البقاءَ . ولا تُمهَل حتى إذا بلغتِ الحلقومَ قلتَ : لفلانٍ كذا . ولفلانٍ كذا . وقد كان لفلانٍ " . وفي رواية : أيُّ الصدقةِ أفضلُ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1032.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال عليه السلام في بيان احوال المتصدقين وإن قلت صدقاتهم - فقال :" سبقَ درهمٌ مائةَ ألفٍ "، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ ؟ قالَ :" رجلٌ لَه دِرهمانِ فأخذَ أحدَهُما فتصدَّقَ بهِ ، ورجلٌ لَه مالٌ كثيرٌ ، فأخذَ من عُرضِ مالِهِ مائةَ ألفٍ فتصدَّقَ بِها "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2527. خلاصة حكم المحدث: حسن

فتصدّق أخي المسلم ، اختي المسلمة ولو بأقل القليل.. واخلصوا في رجاء الثواب الله تعالى بيقين صادق .. فإن القليل إذا أخرجته بنية صادقة؛ كان خيرا من كثير اخرجه فاعله بنية لغير الله ، رياء وسمعة وشهرة .
وتأمل قوله - عليه السلام - لحواء بنت يزيد لما سألت النبي - عليه السلام- عن أنها لا تجد ما تتصدق به لمسكين ، قالت :" يا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليكَ إنَّ المِسكينَ ليقومُ علَى بابي فَما أجدُ لَه شيئًا أُعطيهِ إيَّاهُ" فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :" إن لم تَجِدي لَه شيئًا تعطينَهُ إيَّاهُ إلَّا ظِلفًا مُحرَقًا فادفَعيهِ إليهِ في يدِهِ"
الراوي: حواء بنت يزيد الأنصارية أم بجيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1667.خلاصة حكم المحدث: صحيح
وما الظلف وما فائدته ؟
هو للبقر والغنم كالحافر للفرس . والمعنى " أي لا تردّيه مَحرُوما بلا شيء مهما أمكن ، حتى إن وجدت شيئا حقيرا مثل الظلف المحرق أعطيه إياه"
وقيل : إن الظلف المحرق كان له عندهم قدرا بأنهم يستحقونه ويسفونه"

كما أن المسلم الذي لا يجد ما يتصدق به فله أن يتصدق لأعمال قليلة خالصة لله يمكنه القيام بها ، كما جاء في الحديث الشريف: أنَّ ناسًا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا رسولَ اللهِ ! ذهب أهلُ الدُّثورِ بالأجورِ ، يُصَلُّون كما نصلي ، ويصومون كما نصومُ ، ويتصدقون بفضولِ أموالِهِم ، قال :" أَوَلَيْس قد جعل اللهُ لكم ما تَصَدَّقُون ؟ إن بكلِّ تسبيحةٍ صدقةً ، [ وبكلِّ تكبيرةٍ صدقةً ، وبكلِّ تهليلةٍ صدقةً ، وبكلِّ تحميدةٍ صدقةً ] ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ ، ونهيٌ عن منكرٍ صدقةٌ ، وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ !" قالوا : يا رسولَ اللهِ ! أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ ! قال :" أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أكان عليه فيها وزرٌ ؟ بلى ، قال : ]" فكذلك إذا وضعها في الحلالِ كان له [ فيها ] أجرٌ ، [ وذكر أشياءَ : صدقةً ، صدقةً ، ثم قال : ويُجْزِئُ من هذا كلِّه ركعتا الضُّحَى ] .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: آداب الزفاف - الصفحة أو الرقم: 65.خلاصة حكم المحدث: أخرجه مسلم والزيادات كلها له،وإسنادها صحيح على شرط مسلم، وللنسائي الزيادة الأخيرة

وفي رواية اخرى : قال :" يصبحُ على كلِّ سُلامَي - مفصِل - من أحدِكم صدقةٌ . فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ . وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ . وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ . وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ . وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ . ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ . ويجزئُ ، من ذلك ، ركعتان يركعُهما من الضحى"
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 720.خلاصة حكم المحدث: صحيح

فمن أراد ظل عرش الرحمن يوم القيامة - يوم لا ظل الا ظله - فعليه بالتيسير على المعسر ، لقوله عليه السلام :" مَن سَرَّه أن يُظِلَّه اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظِلُّه ، فَلْيُيَسِّرْ على مُعسِرٍ ، أو لِيضعْ عَنهُ "
الراوي: أسعد بن زرارة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 912.خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

فتصدقوا يا عباد الله المؤمنين الموحدين المتقين ... وادفعوا ديونَ المدينين وفرجوا كرب المكروبين ويسّروا على المعسرين- من الأرحام والأقارب والجيران والمسلمين- وفك أسر أسير ، وتكفل واعطف على يتيم ، وقفوا بجانب الغارمين ، وجهزوا الغازين والمجاهدين في سبيل الله ، وابنوا المساجد لله وشيدوا بيوت السبيل واجعلوا لعابري السبيل ماء فهو من أفضل الصدقات للأموات والاحياء...وادفعوا تكاليف حاج ومعتمر وطالب معسر، وانفقوا لله سرا وجهرا ، قليلا و كثيرا ، ينفق عليكم ولن تنقص صدقاتكم - باذن الله وفضله - - .

قال الشعبي : (من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته؛ فقد أبطل صدقته؛ وضرب بها وجهه! ).

وكان سفيان الثوري ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه، ويقول : ( مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي! ).

وكان الفضيل بن عيّاض يقول : ( نعم السائلون؛ يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة! حتى يضعوها في الميزان بين يدي الله تعالى! ).


أما الحج الأكبر والأعظم والذي جزاؤه مغفرة كل الذنوب والمعاصي ثم الجنة :

فالحج ركن من أركان الإسلام التي بني عليها كما في حديث ابن عمر المتفق عليه - والرواية هنا لمسلم -:" بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ .علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ . وإقامِ الصلاةِ . وإيتاءِ الزكاةِ . وحجِّ البيتِ . وصومِ رمضانَ "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 16.خلاصة حكم المحدث: صحيح
والحج واجب وفرض بإجماع العلماء لثبوت الأدلة الدالة على وجوبه وفرضيته من الكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: " وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ .. "(97- آل عمران)
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناسُ ! قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا ...".
والحديث بتمامه:
"أيها الناسُ ! قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا "فقال رجلٌ : أكل عامٍ ؟ يا رسولَ اللهِ ! فسكت . حتى قالها ثلاثًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:" لو قلتُ نعم ، لوجبت ولما استطعتم ." ثم قال :" ذروني ما تركتُكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرةِ سؤالِهِم واختلافِهِم على أنبيائِهم . فإذا أمرتُكم بشيٍء فأتوا منهُ ما استطعتم، وإذا نهيتُكم عن شيٍء فدعوهُ . إنَّ اللهَ أذِنَ لرسولِه ولم يأذن لكم . وإنما أَذِنَ لي فيها لم يفسق ."
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1337.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال النبي عليه السلام في الحج المبرور عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. "
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1521.خلاصة حكم المحدث: ]صحيح]
ففي هذا الحديث بيان أن الحج يكفر جميع الذنوب الإنسان السابقة التي فعلها العبد في حياته -ان اخلص لله حجه -.

وقال عليه السلام :" من أتى هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسقْ ، رجع كما ولدتْه أمُّه " وفي روايةٍ :" من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1350.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال عليه السلام :"  العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا ، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ ."
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1773.خلاصة حكم المحدث: ]صحيح]
وفي هذا الحديث بيان لعظيم فضل الحج والعمرة والمتابعة بينهما - للمقتدر المخلص - في الآخرة، وأنه إذا كان مبروراً كتبت الجنة لصاحبه .

وروى احمد والهيتمي وابن حجر والترمذي والنسائي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" تابعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ وليسَ للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ دونَ الجنةِ . "
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد.الصفحة أو الرقم: 5/244 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

زمن فضائل الحج وأفضله ما قال عنه النبي - عليه السلام - :" أفضلُ الحجِّ العَجُّ والثَّجُّ "
الراوي:ابو بكر الصديق - المحدث: الألباني - المصدر: مناسك الحج والعمرة - الصفحة أو الرقم: 17.خلاصة حكم المحدث: حسن
وهو:أي الكامل ، ما يكون فيه من إقامة لذكر الله والتقرب إليه بالهديّ والذبائح.العج: رفع الصوت بالتلبية ، والثج: سيلان دماء الهدي ، وقيل دماء الأضاحي

قيل في ( العج الثج ):" قال الطيبي - رحمه الله :" ويحتمل أن يكون السؤال عن نفس الحج ، ويكون المراد ما فيه العج والثج ، وقيل على هذا يراد بهما الاستيعاب لأنه ذكر أوله الذي هو الإحرام ، وآخره الذي هو التحلل بإراقة الدم ، اقتصارا بالمبدأ والمنتهى عن سائر الأفعال ، أي الذي استوعب جميع أعماله من الأركان والمندوبات"

واعلموا أن الحاج الملبي ، يلبي معه كل شيء حتى منتهى الأرض ، ويشهد له ، كما جاء في الحديث الشريف قوله - عليه السلام -:"ما من مسلمٍ يلبِّي إلَّا لبَّى من عن يمينِه أو عن شمالِه من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتَّى تَنقطعَ الأرضُ من هاهنا وَهاهنا."
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 828.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وليحذر من ملك الراحلة والزاد والقدرة البدنية فلم يحج فقد قال عليه السلام :"  مَن ملَكَ زادًا وراحلةً تُبلِّغُهُ بيتَ اللَّهِ ، ولَم يحجَّ ؛ فلا علَيهِ أن يموتَ يَهوديًّا أو نصرانيًّا ، وذلِكَ أنَّ اللَّهَ - تبارَكَ وتعالى - يقولُ : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا "
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2455.خلاصة حكم المحدث:صح عن عمر موقوفاً نحوه

كما أنه لا يخفى على كل ذي لب وفهم وايمان راسخ وموقن بالغيب ومصدق بالقران والسنة ،بـأن أعمال الخير والاحسان والفضل ، لا حصر لها - فاغتمنوا العشر وغيرها من النفحات الربانية ما استطعتم ، واتقوا الله في أنفسكم واهليكم ومن تعولون ، واعملوا عالمين مخلصين موقنين مطبقين ومبلغين ومذكرين - للخير مبشرين ، ميسّـرين داعين ، للشر مقصرين ، الى الله بدينكم وايمانكم واخلاصكم فارّين ، واسألوه من فضله يزدكم ، وصلوا على نبيكم - نبي الرحمة والهدى والاحسان والايمان والجهاد والعبادة والرحمة والتقوى - " محمد " وعلى الآل والصحب أجمعين ، واسـألوه - سبحانه - أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون ـحسنه ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل - في السر والعلن - لوجهه الكريم ، وأن يميتنا في سبيله مجاهدين- مقبلين غير مدبرين - وأن يجمعنا بنبينا " محمد- في جنات النعيم - في الفردوس الأعلى - من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

اللهم أيقظنا من رقدات الغفلات ، ووفقنا للاستعداد قبل الموت والرحيل إلى بيوت الدود والظلمة والحسرات ، وارزقنا اغتنام الزمان في اوقات المهلات ، وألهمنا الاستفادة من مواسم الخيرات - وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأزواجه وذريته وصحبه أجمعين.
" كتبه ورتبه وحققه ودقه وراجعه "أبناء المفتقر إلى رحمة ربه- العبد الفقير إلى الله - كامل أحمرو - غفر الله له ولوالديه وذريته والمسلمين أجمعين.