حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas

منتدى لمحبي الله ورسوله والساعين لمرضاته وجنته ، المسارعين في الخيرات ودفع الشبهات ، الفارين من الشهوات .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 1 مع التحقيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محبة الخير
عضو وفيّ
عضو وفيّ
محبة الخير


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 19/06/2013

سورة الحج : تفسير الايات من 1-  11 . " تفسير القرطبي  " ج 1 مع التحقيق Empty
مُساهمةموضوع: سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 1 مع التحقيق   سورة الحج : تفسير الايات من 1-  11 . " تفسير القرطبي  " ج 1 مع التحقيق Emptyالأربعاء ديسمبر 17, 2014 1:41 pm

سورة الحج

مقدمة السورة : وهي مكية، سوى ثلاث آيات: قوله تعالى: « هذان خصمان » [ الحج: 19 ] إلى تمام ثلاث آيات، قاله ابن عباس ومجاهد. وعن ابن عباس أيضا ( أنهن أربع آيات ) ، قوله « عذاب الحريق » [ الحج: 22 ] وقال الضحاك وابن عباس أيضا: ( هي مدنية ) - وقاله قتادة - إلا أربع آيات: « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » [ الحج: 52 ] إلى « عذاب يوم عقيم » [ الحج: 55 ] فهن مكيات. وعد النقاش ما نزل بالمدينة عشر آيات.
وقال الجمهور: السورة مختلطة، منها مكي ومنها مدني. وهذا هو الأصح؛ لأن الآيات تقتضي ذلك، لأن « يا أيها الناس » مكي، و « يا أيها الذين آمنوا » مدني. الغزنوي: وهي من أعاجيب السور، نزلت ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، مكيا ومدنيا، سلميا وحربيا، ناسخا ومنسوخا، محكما ومتشابها؛ مختلف العدد.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : " قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! فُضِّلَتْ سورةُ الحَجِّ بأن فيها سجدتين ؟ " قال :" نعم، ومَن لم يَسْجُدْهما فلا يَقْرَأْهما "
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 988 . خلاصة حكم المحدث: صحيح

واختلف أهل العلم في هذا؛ فروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وابن عمر أنهما قالا: « فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين » . وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. ورأى بعضهم أن فيها سجدة واحدة؛ وهو قول سفيان الثوري. روى الدارقطني عن عبدالله بن ثعلبة قال: رأيت عمر بن الخطاب سجد في الحج سجدتين؛ قلت في الصبح؟ قال في الصبح.

الآية: 1 ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم )

روى الترمذي عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت « يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم - إلى قوله - ولكن عذاب الله شديد » قال: أنزلت عليه هذا الآية وهو في سفر فقال: ( أتدرون أي يوم ذلك؟ فقالوا: الله ورسول أعلم؛ قال: ذاك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار قال يا رب وما بعث النار قال تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة ) . فأنشأ المسلمون يبكون؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قاربوا وسددوا فإنه لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية - قال - فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا كملت من المنافقين وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير - ثم قال - إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة - فكبروا؛ ثم قال - إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة - فكبروا؛ ثم قال - إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ) فكبروا. قال: لا أدري قال الثلثين أم لا. قال: هذا حديث حسن صحيح، قد روي من غير وجه الحسن عن عمران بن حصين. وفيه: فيئس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اعملوا وأبشروا فوالذي نفسي بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم وبني إبليس قال: فسري عن القوم بعض الذي يجدون؛ فقال: ( اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة ) قال: هذا حديث حسن صحيح.

عن عمران بن الحصين رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا نَزلتْ "يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" – إلى قوله – ولَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . قال : أُنزِلتْ عليه الآيةُ وهُوَ في سفَرٍ ، قال : أتدْرونَ أيُّ يومٍ ذلِكَ ؟ قالُوا : اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ . قال : ذلِكَ يومٌ يَقولُ اللهُ لآدَمَ : ابْعثْ بعْثَ النارِ ، قال : يا ربِّ ! وما بعْثُ النارِ ؟ قال : تِسعُمائةِ وتِسعةٌ وتِسعونَ في النارِ وواحِدٌ إلى الجنةِ ، فأنْشأَ المسلمُونَ يبْكونَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : قارِبُوا وسَدِّدُوا ، فإنَّها لمْ تكنْ نُبوَّةٌ قَطُّ ؛ إلَّا كان بيْنَ يديْها جاهليةٌ . قال : فيُؤخَذُ العددُ من الجاهِليةِ فإنْ تَمَّتْ ؛ وإلّا كمُلَتْ من المنافِقينَ . وما مَثلُكمْ والأُمَمُ ؛ إلَّا كمَثَلِ الرَّقْمَةِ في ذِراعِ الدَّابَّةِ ، أو كالشَّامَةِ في جَنْبِ البَعيرِ ثمَّ قال : إنِّي لأرْجُو أنْ تَكونُوا رُبعَ أهلِ الجنةِ . فكَبَّرُوا ! ثمَّ قال : إنِّي لأرْجُو أنْ تَكونُوا ثُلثَ أهْلِ الجنةِ . فكَبَّرُوا ! ثمَّ قال : إنِّي لأرْجُو أنْ تَكونُوا نِِصفَ أهلِ الجنةِ . فكبَّرُوا ! قال : ولا أدْرِي ؟ قال : الثُّلُثّيْنِ أمْ لا ؟
الراوي: عمران بن الحصين المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3168 . خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال :كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فتفاوتَ بينَ أصحابِهِ في السَّيرِ فرفعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صوتَهُ بِهاتينِ الآيتينِ " يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ " إلى قولِهِ - " وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " فلمَّا سمعَ ذلِكَ أصحابُهُ حثُّوا المطيَّ وعرفوا أنَّهُ عندَ قولٍ يقولُهُ فقالَ " هل تدرونَ أيُّ يومٍ ذلِكَ ؟"قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ:" ذاكَ يومٌ يُنادي اللَّهُ فيهِ آدمَ فيُناديهِ ربُّهُ فيقولُ يا آدمُ ابعَث بعثَ النَّارِ فيقولُ أي ربِّ وما بَعثُ النَّارِ فيقولُ من كلِّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وَتِسْعونَ إلى النَّارِ وواحدٌ إلى الجنَّةِ " فيئِسَ القومُ حتَّى ما أبدَوا بضاحِكَةٍ فلمَّا رأى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الَّذي بأصحابِهِ قالَ:" اعمَلوا وأبشِروا فوالَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ إنَّكم لمعَ خَليقتينِ ما كانتا معَ شيءٍ إلَّا كثَّرَتاهُ يأجوجُ ومأجوجُ ومن ماتَ من بَني آدمَ وبَني إبليسَ " قالَ فسُرِّيَ عنِ القومِ بعضُ الَّذي يجدونَ قالَ :" اعمَلوا وأبشِروا فوالَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ ما أنتُمْ في النَّاسِ إلَّا كالشَّامةِ في جنبِ البعيرِ أو كالرَّقْمةِ في ذراعِ الدَّابَّةِ "
الراوي: عمران بن الحصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3169. خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك - قال - يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل، حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. قال: فاشتد ذلك عليهم؛ قالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ فقال: أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل ) . وذكر الحديث بنحو ما تقدم في حديث عمران بن حصين.
وذكر أبو جعفر النحاس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال « يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم - إلى - ولكن عذاب الله شديد » قال: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال: ( أتدرون أي يوم هذا هذا يوم يقول الله عز وجل لآدم صلى الله عليه وسلم يا آدم قم فابعث بعث أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. فكبر ذلك على المسلمين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا وقاربوا وأبشروا فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الحمار وإن معكم خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من كفرة الجن والأنس ) .


قوله تعالى: « يا أيها الناس اتقوا ربكم » المراد بهذا النداء المكلفون؛ أي اخشوه في أوامره أن تتركوها، ونواهيه أن تقدموا عليها. والاتقاء: الاحتراس من المكروه؛ وقد تقدم في أول « البقرة » القول فيه مستوفى، فلا معنى لإعادته. والمعنى: احترسوا بطاعته عن عقوبته.

قوله تعالى: « إن زلزلة الساعة شيء عظيم » الزلزلة شدة الحركة؛ ومنه « وزلزلوا حتى يقول الرسول » [ البقرة: 214 ] . وأصل الكلمة من زل عن الموضع؛ أي زال عنه وتحرك. وزلزل الله قدمه؛ أي حركها. وهذه اللفظة تستعمل في تهويل الشيء. وقيل: هي الزلزلة المعروفة التي هي إحدى شرائط الساعة، التي تكون في الدنيا قبل يوم القيامة؛ هذا قول الجمهور.
وقد قيل: إن هذه الزلزلة تكون في النصف من شهر رمضان، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها، فالله أعلم.


الآية: 2 ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )

قوله تعالى: « يوم ترونها » الهاء في « ترونها » عائدة عند الجمهور على الزلزلة؛ ويقوي هذا قوله عز وجل: « تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها » والرضاع والحمل إنما هو في الدنيا.
وقالت فرقة: الزلزلة في يوم القيامة؛ واحتجوا بحديث عمران بن حصين الذي ذكرناه، وفيه: ( أتدرون أي يوم ذلك... ) الحديث. وهو الذي يقتضيه سياق مسلم في حديث أبي سعيد الخدري.


قوله: « تذهل » أي تشتغل؛ قاله قطرب. وأنشد:

ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله

وقيل تنسى. وقيل تلهو؛ وقيل تسلو؛ والمعنى متقارب. « عما أرضعت » قال المبرد: « ما » بمعنى المصدر؛ أي تذهل عن الإرضاع. قال: وهذا يدل على أن هذه الزلزلة في الدنيا؛ إذ ليس بعد البعث حمل وإرضاع. إلا أن يقال: ما ماتت حاملا تبعث حاملا فتضع حملها للهول. ومن ماتت مرضعة بعثت كذلك. ويقال: هذا كما قال الله عز وجل: « يوما يجعل الولدان شيبا » [ المزمل: 17 ] .
وقيل: تكون مع النفخة الأولى.
وقيل: تكون مع قيام الساعة، حتى يتحرك الناس من قبورهم في النفخة الثانية. ويحتمل أن تكون الزلزلة في الآية عبارة عن أهوال يوم القيامة؛ كما قال تعالى: « مستهم البأساء والضراء وزلزلوا » [ البقرة: 214 ] . وكما قال عليه السلام: ( اللهم اهزمهم وزلزلهم ) .
وفائدة ذكر هول ذلك اليوم التحريض على التأهب له والاستعداد بالعمل الصالح. وتسمية الزلزلة بـ « شيء » إما لأنها حاصلة متيقن وقوعها، فيستسهل لذلك أن تسمى شيئا وهي معدومة؛ إذ اليقين يشبه الموجدات. وإما على المآل؛ أي هي إذا وقعت شيء عظيم. وكأنه لم يطلق الاسم الآن، بل المعنى أنها إذا كانت فهي إذا شيء عظيم، ولذلك تذهل المراضع وتسكر الناس؛ كما قال:

قوله تعالى: « وترى الناس سكارى » أي من هولها ومما يدركهم من الخوف والفزع. « وما هم بسكارى » من الخمر.
وقال أهل المعاني: وترى الناس كأنهم سكارى. يدل عليه قراءة أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير بن عبدالله « وتُرى الناس » بضم التاء؛ أي تظن ويخيل إليك.
وقرأ حمزة والكسائي « سكرى » بغير ألف. الباقون « سكارى » وهما لغتان لجمع سكران؛ مثل كسلى وكسالى. والزلزلة: التحريك العنيف. والذهول. الغفلة عن الشيء بطروء ما يشغل عنه من هم أو وجع أو غيره. قال ابن زيد: المعنى تترك ولدها للكرب الذي نزل بها.

الآية: 3 ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد )

قوله تعالى: « ومن الناس من يجادل في الله بغير علم » قيل: المراد النضر بن الحارث، قال: إن الله عز وجل غير قادر على إحياء من قد بلي وعاد ترابا. « ويتبع » أي في قوله ذلك. « كل شيطان مريد » متمرد.


الآية: 4 ( كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير )

قال قتادة ومجاهد: أي من تولى الشيطان. « فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير » .


الآية: 5 ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج )

قوله تعالى: « إن كنتم في ريب » متضمنة التوقيف. وقرأ الحسن بن أبي الحسن « البعث » بفتح العين؛ وهي لغة في « البعث » عند البصريين. وهي عند الكوفيين بتخفيف « بعث » . والمعنى: يا أيها الناس إن كنتم في شك من الإعادة. « فإنا خلقناكم » أي خلقنا أباكم الذي هو أصل البشر، يعني آدم عليه السلام « من تراب » . « ثم » خلقنا ذريته. « من نطفة » وهو المني؛ سمي نطفة لقلته، وهو القليل من الماء، وقد يقع على الكثير منه؛ ومنه الحديث ( حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورا ) { والحديث ضعيف }. أراد بحر المشرق وبحر المغرب.
والنطف: القطر. نطف ينطف وينطف. وليلة نطوفة دائمة القطر.
« ثم من علقة » وهو الدم الجامد. والعلق الدم العبيط؛ أي الطري. وقيل: الشديد الحمرة. « ثم من مضغة » وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ؛ ومنه الحديث ( ألا وإن في الجسد مضغة ) . وهذه الأطوار أربعة أشهر. قال ابن عباس: ( وفي العشر بعد الأشهر الأربعة ينفخ فيه الروح ) ، فذلك عدة المتوفى عنها زوجها؛ أربعة أشهر وعشر.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي عليه السلام انه قال :" الحلالُ بيِّنٌ، والحرامُ بيِّنٌ، وبينهما مُشَبَّهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ من الناسِ، فمَنِ اتقى المُشَبَّهاتِ استبرَأ لدينِه وعِرضِه، ومَن وقَع في الشُّبُهاتِ : كَراعٍ يرعى حولَ الحِمى يوشِكُ أن يواقِعَه، ألا وإن لكلِّ ملكٍ حِمى، ألا وإن حِمى اللهِ في أرضِه مَحارِمُه، ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً : إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ ."
الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 52. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

روى يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثنا داود عن عامر عن علقمة عن ابن مسعود وعن ابن عمر أن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك بكفه فقال: « يا رب، ذكر أم أنثى، شقي أم سعيد، ما الأجل والأثر، بأي أرض تموت؟ فيقال له انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد فيها قصة هذه النطفة، فينطلق فيجد قصتها في أم الكتاب، فتخلق فتأكل رزقها وتطأ أثرها فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذي قدر لها»؛ ثم قرأ عامر » يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب « .

وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي عليه السلام انه قال :" إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد وَكَّلَ بالرَّحمِ ملَكًا ، فيقولُ : أي ربِّ ، نُطفةٌ ، أي ربِّ ، علقةٌ ، أي ربِّ ، مضغةٌ ، فإذا أرادَ اللَّهُ أن يقضيَ خلقًا ، قالَ : قال الملكُ : أي ربِّ ذَكَرٌ أم أنثى ؟ شقيٌّ أم سعيدٌ ؟ فما الرِّزقُ ؟ فما الأجلُ ؟ فيُكْتبُ كذلِكَ في بَطنِ أمِّهِ"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2646.خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي الصحيح أيضا عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم يقول أي رب أذكر أم أنثى... ) وذكر الحديث.
وفي الصحيح عن عبدالله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد... ) الحديث.
فهذا الحديث مفسر للأحاديث الأول؛ فإنه فيه: ( يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم أربعين يوما علقة ثم أربعين يوما مضغة ثم يبعث الملك فينفخ فيه الروح ) فهذه أربعة أشهر وفي العشر ينفخ الملك الروح، وهذه عدة المتوفى عنها زوجها كما قال ابن عباس. وقوله: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ) قد فسره ابن مسعود، سئل الأعمش: ما يجمع في بطن أمه؟ فقال: حدثنا خيثمة قال قال عبدالله: إذا وقعت النطفة في الرحم فأراد أن يخلق منها بشرا طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين يوما ثم تصير دما في الرحم؛ فذلك جمعها، وهذا وقت كونها علقة. »

عن عامر بن واثلة أبو الطفيل رضي الله عنه أنه سمع عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ يقول :" الشَّقيُّ من شقِيَ في بطنِ أمِّه والسعيدُ من وُعِظَ بغيرِه ." فأتى رجلًا من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، يقال له حُذيفةُ بنُ أسيدٍ الغِفاريُّ . فحدَّثه بذلك من قولِ ابنِ مسعودٍ فقال : وكيف يشقى رجلٌ بغيرِ عملٍ ؟ فقال له الرجلُ : أَتعجبُ من ذلك ؟ فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ " إذا مرَّ بالنطفةِ ثنتان وأربعون ليلةً ، بعث اللهُ إليها ملَكًا . فصوَّرها وخلق سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها . ثم قال : يا ربِّ ! أذكرٌ أم أنثى ؟ فيَقضي ربُّك ما شاء . ويكتبُ الملَكُ . ثم يقولُ : يا ربِّ ! أَجلُه . فيقول ربُّك ما شاء ويكتبُ الملَكُ . ثم يقولُ : يا ربِّ ! رِزقُه . فيقضي ربُّك ما شاء . ويكتبُ الملَكُ . ثم يخرجُ الملَكُ بالصحيفةِ في يدِه . فلا يزيدُ على ما أُمِرَ ولا يَنقصُ " .
الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2645

عن عامر بن واثلة أبو الطفيل رضي الله عنه أنه سمع عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ يقول :" إنَّ الشَّقيَّ مَن شقيَ في بطنِ أمِّه، والسَّعيدَ من وُعِظَ بغيرِه" قال: فأتيتُ حذيفةَ بنَ أسيدٍ الغفاريَّ فقلت: ألا تَعجبُ من عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ يحدِّثُ في المسجدِ: إنَّ الشَّقيَّ من شقيَ في بطنِ أمِّهِ، والسَّعيدَ من وُعظَ بغيرِه ؟ قال: فما بالُ هذا الطُّفيلِ الصَّغيرِ. قال: لا تَعجَب، سمعتُ رسولَ اللَّهِ مرارًا ذاتَ عددٍ يقولُ:" إنَّ النُّطفةَ إذا وقَعَت في الرَّحمِ أربعينَ ليلةً وقالَ أصحابي: خَمسةً وأربعينَ ليلةً نُفخَ فيهِ الرُّوحُ . قال: فَيجيءُ ملَك الرَّحمِ فيدخلُ فيصوِّرُ لَه عَظمَه، ولَحمَه، ودمَه، وشعرَه، وبشَرَه، وسمعَه، وبصرَه. ثمَّ يقولُ: أيْ ربِّ، أذَكرٌ أم أُنثى؟ فيقضي اللَّهُ إليهِ ما يشاءُ، ويَكتبُ الملَكُ. ثمَّ يقولُ: أي ربِّ، أثَرُه؟ فيقضي اللَّهُ تعالى، ويَكتبُ الملَكُ. فيقولُ: أي ربِّ، أجلُهُ؟ فيقضي اللَّهُ ما يشاءُ، ويَكتبُ الملَكُ. ثمَّ تُطوى تلكَ الصَّحيفةُ فلا تُمسُّ إلى يومِ القيامةِ ."
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 179.خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين

نسبة الخلق والتصوير للملك نسبة مجازية لا حقيقية، وأن ما صدر عنه فعل ما في المضغة كان عند التصوير والتشكيل بقدرة الله وخلقه واختراعه؛ ألا تراه سبحانه قد أضاف إليه الخلقة الحقيقية، وقطع عنها نسب جميع الخليقة فقال: « ولقد خلقناكم ثم صورناكم » [ الأعراف: 11 ] . وقال: « ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين » [ المؤمنون: 12 - 13 ] . وقال: « يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة » . وقال تعالى: « هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن » [ التغابن: 2 ] . ثم قال: « وصوركم فأحسن صوركم » [ غافر: 64 ] . وقال: « لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم » [ التين: 4 ] . وقال: « خلق الإنسان من علق » [ العلق: 2 ] . إلى غير ذلك من الآيات، مع ما دلت عليه قاطعات البراهين أن لا خالق لشيء من المخلوقات إلا رب العالمين. وهكذا القول في قوله: « ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح » أي أن النفخ سبب خلق الله فيها الروح والحياة. وكذلك القول في سائر الأسباب المعتادة؛ فإنه بإحداث الله تعالى لا بغيره. فتأمل هذا الأصل وتمسك به، ففيه النجاة من مذاهب أهل الضلال الطبعيين وغيرهم.

لم يختلف العلماء أن نفخ الروح فيه يكون بعد مائة وعشرين يوما، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس؛ كما بيناه بالأحاديث. وعليه يعول فيما يحتاج إليه من الأحكام في الاستلحاق عند التنازع، وفي وجوب النفقات على حمل المطلقات؛ وذلك لتيقنه بحركة الجنين في الجوف. وقد قيل: إنه الحكمة في عدة المرأة من الوفاة بأربعة أشهر وعشر، وهذا الدخول في الخامس يحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة إذا لم يظهر حمل.

النطفة ليست بشيء يقينا، ولا يتعلق بها حكم إذا ألقتها المرأة إذا لم تجتمع في الرحم، فهي كما لو كانت في صلب الرجل؛ فإذا طرحته علقة فقد تحققنا أن النطفة قد استقرت واجتمعت واستحالت إلى أول أحوال يتحقق به أنه ولد. وعلى هذا فيكون وضع العلقة فما فوقها من المضغة وضع حمل، تبرأ به الرحم، وتنقضي به العدة، ويثبت به لها حكم أم الولد. وهذا مذهب مالك رضي الله عنه وأصحابه. وقال الشافعي رضي الله عنه: لا اعتبار بإسقاط العلقة، وإنما الاعتبار بظهور الصورة والتخطيط؛ فإن خفي التخطيط وكان لحما فقولان بالنقل والتخريج، والمنصوص أنه تنقضي به العدة ولا تكون أم ولد. قالوا: لأن العدة تنقضي بالدم الجاري، فبغيره أولى.

قوله تعالى: « مخلقة وغير مخلقة » قال الفراء: « مخلقة » تامة الخلق، « وغير مخلقة » السقط.
وقال ابن الأعرابي: « مخلقة » قد بدأ خلقها، « وغير مخلقة » لم تصور بعد.
ابن زيد: المخلقة التي خلق الله فيها الرأس واليدين والرجلين، وغير مخلقة التي لم يخلق فيها شيء.
قال ابن العربي: إذا رجعنا إلى أصل الاشتقاق فإن النطفة والعلقة والمضغة مخلقة؛ لأن الكل خلق الله تعالى، وإن رجعنا إلى التصوير الذي هو منتهى الخلقة كما قال الله تعالى: « ثم أنشأناه خلقا آخر » [ المؤمنون: 14 ] فذلك ما قال ابن زيد. قلت: التخليق من الخلق، وفيه معنى الكثرة، فما تتابع عليه الأطوار فقد خلق خلقا بعد خلق، وإذا كان نطفة فهو مخلوق؛ ولهذا قال الله تعالى: « ثم أنشأناه خلقا آخر » [ المؤمنون: 14 ] والله أعلم.
وقد قيل: إن قوله: « مخلقة وغير مخلقة » يرجع إلى الولد بعينه لا إلى السقط؛ أي منهم من يتم الرب سبحانه مضغته فيخلق له الأعضاء أجمع، ومنهم من يكون خديجا ناقصا غير تمام. وقيل: ( المخلقة أن تلد المرأة لتمام الوقت ) .
ابن عباس: المخلقة ما كان حيا، وغير المخلقة السقط. قال: أفي غير المخلقة البكاء فأين الحزم ويحك والحياء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 1 مع التحقيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 2 مع التحقيق
» الفاتحة ج 3: تفسير القرطبي
» الفاتحة ج 2: تفسير القرطبي
» الفاتحة ج 1: تفسير القرطبي
» سورة العلق تفسير وأسباب نزول أواخرها . هام افهموا ترشدوا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas  :: القرآن الكريم وعلومه - Holy Qur'an & Interpretation-
انتقل الى: