حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأوانا و مأواكم. تفضلوا بالدخول أو التسجيل. يسُرّنا تواجدكم.
You are welcomed. May Allah forgive us our sins and admit us to everlasting Gardens . Register or enter the Forum and pick up what you like .Your presence pleases us
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas

منتدى لمحبي الله ورسوله والساعين لمرضاته وجنته ، المسارعين في الخيرات ودفع الشبهات ، الفارين من الشهوات .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 2 مع التحقيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محبة الخير
عضو وفيّ
عضو وفيّ
محبة الخير


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 19/06/2013

سورة الحج : تفسير الايات من 1-  11 . " تفسير القرطبي  " ج 2 مع التحقيق Empty
مُساهمةموضوع: سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 2 مع التحقيق   سورة الحج : تفسير الايات من 1-  11 . " تفسير القرطبي  " ج 2 مع التحقيق Emptyالأربعاء ديسمبر 17, 2014 1:43 pm


أجمع العلماء على أن الأمة تكون أم ولد بما تسقطه من ولد تام الخلق. وعند مالك والأوزاعي وغيرهما بالمضغة كانت مخلقة أو غير مخلقة. قال مالك: إذا علم أنها مضغة. وقال الشافعي وأبو حنيفة: إن كان قد تبين له شيء من خلق بني آدم أصبع أو عين أو غير ذلك فهي له أم ولد. وأجمعوا على أن المولود إذا استهل صارخا يصلى عليه؛ فإن لم يستهل صارخا لم يصل عليه عند مالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم. وروي عن ابن عمر أنه يصلى عليه؛ وقال ابن المسيب وابن سيرين وغيرهما. وروي عن المغيرة بن شعبة أنه ( كان يأمر بالصلاة على السقط، ويقول سموهم واغسلوهم وكفنوهم وحنطوهم؛ فإن الله أكرم بالإسلام كبيركم وصغيركم، ويتلو هذه الآية « فإنا خلقناكم من تراب - إلى - وغير مخلقة » . )
قال ابن العربي: لعل المغيرة بن شعبة أراد بالسقط ما تبين خلقه فهو الذي يسمى، وما لم يتبين خلقه فلا وجود له. وقال بعض السلف: يصلى عليه متى نفخ فيه الروح وتمت له أربعة أشهر. وروى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استهل المولود ورث ) . الاستهلال: رفع الصوت؛ فكل مولود كان ذلك منه أو حركة أو عطاس أو تنفس فإنه يورث لوجود ما فيه من دلالة الحياة. وإلى هذا ذهب سفيان الثوري والأوزاعي والشافعي. قال الخطابي: وأحسنه قول أصحاب الرأي. وقال مالك: لا ميراث له وإن تحرك أو عطس ما لم يستهل. وروي عن محمد بن سيرين والشعبي والزهري وقتادة.

قال مالك رضي الله عنه: ما طرحته المرأة من مضغة أو علقة أو ما يعلم أنه ولد إذا ضرب بطنها ففيه الغرة.
وقال الشافعي: لا شيء فيه حتى يتبين من خلقه.
قال مالك: إذا سقط الجنين فلم يستهل صارخا ففيه الغرة. وسواء تحرك أو عطس فيه الغرة أبدا، حتى يستهل صارخا ففيه الدية كاملة.
وقال الشافعي رضي الله عنه وسائر فقهاء الأمصار: إذا علمت حياته بحركة أو بعطاس أو باستهلاك أو بغير ذلك مما تستيقن به حياته ففيه الدية.

ذكر القاضي إسماعيل أن عدة المرأة تنقضي بالسقط الموضوع، واحتج عليه بأنه حمل، وقال قال الله تعالى: « وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن » . قال القاضي إسماعيل: والدليل على ذلك أنه يرث أباه، فدل على وجوده خلقا وكونه ولدا وحملا.
قال ابن العربي: ولا يرتبط به شيء من هذه الأحكام إلا أن يكون مخلقا.

قلت: ما ذكرناه من الاشتقاق وقول عليه الصلاة والسلام: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ) يدل على صحة ما قلناه، ولأن مسقطة العلقة والمضغة يصدق على المرأة إذا ألقته أنها كانت حاملا وضعت ما استقر في رحمها، فيشملها قوله تعالى: « وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن » [ الطلاق: 4 ] ولأنها وضعت مبدأ الولد عن نطفة متجسدا كالمخطط، وهذا بين.

روى ابن ماجه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا يزيد عن عبدالملك النوفلي عن يزيد بن رومان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لسقط أقدمه بين يدي أحب إلي من فارس أخلفه 6]خلفي ] ) . وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث له عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة فقال: ( أحب إلي من ألف فارس أخلفه ورائي ) . " لسِقطٌ أقدِّمُهُ بينَ يَديَّ ، أحبُّ إليَّ من فارسٍ أخلِّفُهُ خَلفي "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 315. خلاصة حكم المحدث: ضعيف

« لنبين لكم » يريد: كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم. « ونقر في الأرحام » قرئ بنصب « نقر » و « نخرج » ، رواه أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضل عن عاصم قال قال أبو حاتم: النصب على العطف.
وقال الزجاج: « نقر » بالرفع لا غير؛ لأنه ليس المعنى: فعلنا ذلك لنقر في الأرحام ما نشاء، وإنما خلقهم عز وجل ليدلهم على الرشد والصلاح.
وقيل: المعنى لنبين لهم أمر البعث؛ فهو اعتراض بين الكلامين.
وقرأت هذه الفرقة بالرفع « ونقر » ؛ المعنى: ونحن نقر. وهي قراءة الجمهور. وقرئ: « ويقر » و « يخرجكم » بالياء، والرفع على هذا سائغ. وقرأ. ابن وثاب « ما نشاء » بكسر النون. والأجل المسمى يختلف بحسب جنين جنين؛ فثم من يسقط وثم من يكمل أمره ويخرج حيا. وقال « ما نشاء » ولم يقل من نشاء لأنه يرجع إلى الحمل؛ أي يقر في الأرحام ما نشاء من الحمل ومن المضغة وهي جماد فكنى عنها بلفظ ما.

قوله تعالى: « ثم نخرجكم طفلا » أي أطفالا؛ فهو اسم جنس. وأيضا فإن العرب قد تسمي الجمع باسم الواحد؛ قال الشاعر:
يلحينني في حبها ويلمنني إن العواذل ليس لي بأمير
ولم يقل أمراء. وقال المبرد: وهو اسم يستعمل مصدرا كالرضا والعدل، فيقع على الواحد والجمع؛ قال الله تعالى: « أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء » [ النور: 31 ] . وقال الطبري: وهو نصب على التمييز، كقوله تعالى: « فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا » [ النساء: 4 ] . وقيل: المعنى ثم نخرج كل واحد منكم طفلا. والطفل يطلق من وقت انفصال الولد إلى البلوغ.
وولد كل وحشية أيضا طفل. ويقال: جارية طفل، وجاريتان طفل وجوار طفل، وغلام طفل، وغلمان طفل. ويقال أيضا: طفل وطفلة وطفلان وطفلتان وأطفال. ولا يقال: طفلات.
وأطفلت المرأة صارت ذات طفل. والمطفلة: الظبية معها طفلها، وهي قريبة عهد بالنتاج. وكذلك الناقة، [ والجمع ] مطافل ومطافيل. والطفل ( بالفتح في الطاء ) الناعم؛ يقال: جارية طفلة أي ناعمة، وبنان طفل. وقد طفل الليل إذا أقبل ظلامه. والطفل ( بالتحريك ) : بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب. والطفل ( أيضا ) : مطر؛ قال:  لوهد جاده طفل الثريا

قوله تعالى: « ثم لتبلغوا أشدكم » قيل: إن « ثم » زائدة كالواو في قوله « حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها » [ الزمر: 73 ] ؛ لأن ثم من حروف النسق كالواو. « أشدكم » كمال عقولكم ونهاية قواكم. وقد مضى في « الأنعام » بيانه.
« ومنكم من يرد إلى أرذل العمر » أي أخسه وأدونه، وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل؛ ولهذا قال: « لكيلا يعلم من بعد علم شيئا » كما قال في سورة يس: « ومن نعمره ننكسه في الخلق » [ يس: 68 ] . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: ( اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر ) . أخرجه النسائي عن سعد، وقال: وكان يعلمهن بنيه كما يعلم المكتب الغلمان. وقد مضى في النحل هذا المعنى.

قوله تعالى: « وترى الأرض هامدة » ذكر دلالة أقوى على البعث فقال في الأول: « فإنا خلقناكم من تراب » فخاطب جمعا. وقال في الثاني: « وترى الأرض » فخاطب واحدا، فانفصل اللفظ عن اللفظ، ولكن المعنى متصل من حيث الاحتجاج على منكري البعث. « هامدة » يابسة لا تنبت شيئا؛ قال ابن جريج. وقيل: دارسة. والهمود الدروس. قال الأعشى:
قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا وأرى ثيابك باليات همدا
الهروي: « هامدة » أي جافة ذات تراب.
وقال شمر: يقال: همد شجر الأرض إذا بلي وذهب. وهمدت أصواتهم إذا سكنت. وهمود الأرض ألا يكون فيها حياة ولا نبت ولا عود ولم يصبها مطر. وفي حديث مصعب بن عمير: ( حتى كاد يهمد من الجوع ).{ لم اجد له اصلا }.  أي يهلك. يقال: همد الثوب يهمد إذا بلي. وهمدت النار تهمد.

قوله تعالى: « فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت » أي تحركت. والاهتزاز: شدة الحركة؛ يقال: هززت الشيء فاهتز؛ أي حركته فتحرك. وهز الحادي الإبل هزيزا فاهتزت هي إذا تحركت في سيرها بحدائه. واهتز الكوكب في انقضاضه. وكوكب هاز. فالأرض تهتز بالنبات؛ لأن النبات لا يخرج منها حتى يزيل بعضها من بعض إزالة خفية؛ فسماه اهتزازا مجازا. وقيل: اهتز نباتها، فحذف المضاف؛ قال المبرد، واهتزازه شدة حركته، كما قال الشاعر:
تثنى إذا قامت وتهتز إن مشت كما اهتز غصن البان في ورق خضر
والاهتزاز في النبات أظهر منه في الأرض.
« وربت » أي ارتفعت وزادت. وقيل: انتفخت؛ والمعنى واحد، وأصله الزيادة. ربا الشيء يربو ربوا أي زاد؛ ومنه الربا والربوة.
وقرأ يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس « وربأت » أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الربيئة، وهو الذي يحفظ القوم على شيء مشرف؛ فهو رابئ وربيئة على المبالغة. قال امرؤ القيس:
بعثنا ربيئا قبل ذاك مخملا كذئب الغضا يمشي الضراء ويتقي

« وأنبتت » أي أخرجت. « من كل زوج » أي لون. « بهيج » أي حسن؛ عن قتادة. أي يبهج من يراه. والبهجة الحسن؛ يقال: رجل ذو بهجة. وقد بهج ( بالضم ) بهاجة وبهجة فهو بهيج. وأبهجني أعجبني بحسنه. ولما وصف الأرض بالإنبات دل على أن قوله: « اهتزت وربت » يرجع إلى الأرض لا إلى النبات. والله أعلم.


الآيتان: 6 - 7 ( ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور )

قوله تعالى: « ذلك بأن الله هو الحق » لما ذكر افتقار الموجودات إليه وتسخيرها على وفق اقتداره واختياره في قوله: « يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث - إلى قوله - بهيج » . قال بعد ذلك: « ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير. وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور » . فنبه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجودا حقا فإنه لا حقيقة له من نفسه؛ لأنه مسخر مصرف. والحق الحقيقي: هو الموجود المطلق الغني المطلق؛ وأن وجود كل ذي وجود عن وجوب وجوده؛ ولهذا قال في آخر السورة: « وأن ما يدعون من دونه هو الباطل » [ الحج: 62 ] .
والحق الموجود الثابت الذي لا يتغير ولا يزول، وهو الله تعالى. وقيل: ذو الحق على عباده. وقيل: الحق بمعنى في أفعاله.
وقال الزجاج: « ذلك » في موضع رفع؛ أي الأمر ما وصف لكم وبين. « بأن الله هو الحق » أي لأن الله هو الحق. وقال: ويجوز أن يكون « ذلك » نصبا؛ أي فعل الله ذلك بأنه هو الحق. « وأنه يحيي الموتى » أي بأنه « وأنه على كل شيء قدير » أي وبأنه قادر على ما أراد. « وأن الساعة آتية » عطف على قوله: « ذلك بأن الله هو الحق » من حيث اللفظ، وليس عطفا في المعنى؛ إذ لا يقال فعل الله ما ذكر بأن الساعة آتية، بل لابد من إضمار فعل يتضمنه؛ أي وليعلموا أن الساعة آتية « لا ريب فيها » أي لا شك. « وأن الله يبعث من في القبور » يريد للثواب والعقاب.


الآيات: 8 - 10 ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق، ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد )

قوله تعالى: « ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير » أي نير بين الحجة. نزلت في النضر بن الحارث. وقيل: في أبي جهل بن هشام؛ قال ابن عباس. ( والمعظم على أنها نزلت في النضر بن الحارث كالآية الأولى، فهما في فريق واحد، والتكرير للمبالغة في الذم؛ كما تقول للرجل تذمه وتوبخه: أنت فعلت هذا! أنت فعلت هذا! ويجوز أن يكون التكرير لأنه وصفه في كل آية بزيادة؛ فكأنه قال: إن النضر بن الحارث يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد، والنضر بن الحارث يجادل في الله من غير علم ومن غير هدى وكتاب منير؛ ليضل عن سبيل الله ) . وهو كقولك: زيد يشتمني وزيد يضربني؛ وهو تكرار مفيد؛ قال القشيري. وقد قيل: نزلت فيه بضع عشرة آية. فالمراد بالآية الأولى إنكاره البعث، وبالثانية إنكاره النبوة، وأن القرآن منزل من جهة الله.
وقد قيل: كان من قول النضر بن الحارث أن الملائكة بنات الله، وهذا جدال في الله تعالى: « من » في موضع رفع بالابتداء. والخبر في قوله: « ومن الناس » . « ثاني عطفه » نصب على الحال. ويتأول على معنيين: أحدهما: روي عن ابن عباس أنه قال: ( هو النضر بن الحارث، لوى عنقه مرحا وتعظما ) .
والمعنى الآخر: وهو قول الفراء: أن التقدير: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ثاني عطفه، أي معرضا عن الذكر؛ ذكره النحاس. وقال مجاهد وقتادة: لاويا عنقه كفرا. ابن عباس: معرضا عما يدعى إليه كفرا. والمعنى واحد.
وروى الأوزاعي عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن ابن عباس في قوله عز وجل: ( « ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله » قال: هو صاحب البدعة. المبرد ) : العطف ما انثنى من العنق.
وقال المفضل: والعطف الجانب؛ ومنه قولهم: فلان ينظر في أعطافه، أي في جوانبه. وعطفا الرجل من لدن رأسه إلى وركه. وكذلك عطفا كل شيء جانباه. ويقال: ثنى فلان عني عطفه إذا أعرض عنك. فالمعنى: أي هو معرض عن الحق في جداله ومول عن النظر في كلامه؛ وهو كقوله تعالى: « ولى مستكبرا كأن لم يسمعها » [ لقمان: 7 ] . وقوله تعالى: « لووا رؤوسهم » [ المنافقون: 5 ] . وقوله: « أعرض ونأى بجانبه » [ الإسراء: 83 ] . وقوله: « ذهب إلى أهله يتمطى » [ القيامة: 33 ] . « ليضل عن سبيل الله » أي عن طاعة الله تعالى. وقرئ « ليضل » بفتح الياء. واللام لام العاقبة؛ أي يجادل فيضل؛ كقوله تعالى: « ليكون لهم عدوا وحزنا » [ القصص: 8 ] . أي فكان لهم كذلك. ونظيره « إذا فريق منكم بربهم يشركون. ليكفروا » [ النحل: 54 - 55 ] . « له في الدنيا خزي » أي هوان وذل بما يجري له من الذكر القبيح على ألسنة المؤمنين إلى يوم القيامة؛ كما قال: « ولا تطع كل حلاف مهين » [ القلم: 10 ] الآية. وقوله تعالى: « تبت يدا أبي لهب وتب » [ المسد: 1 ] .
وقيل: الخزي ههنا القتل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قتل النضر بن الحارث يوم بدر صبرا؛ كما تقدم في آخر الأنفال. « ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق » أي نار جهنم. « ذلك بما قدمت يداك » أي يقال له في الآخرة إذا دخل النار: ذلك العذاب بما قدمت يداك من المعاصي والكفر. وعبر باليد عن الجملة؛ لأن اليد التي تفعل وتبطش للجملة. و « ذلك » بمعنى هذا، كما تقدم في أول البقرة.


الآية: 11 ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )

قوله تعالى: « ومن الناس من يعبد الله على حرف » « من » في موضع رفع بالابتداء، والتمام « انقلب على وجهه » على قراءة الجمهور « خسر » . وهذه الآية خبر عن المنافقين. قال ابن عباس: يريد شيبة بن ربيعة كان قد أسلم قبل أن يظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما أوحى إليه ارتد شيبة بن ربيعة.
وقال أبو سعيد الخدري: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله؛ فتشاءم بالإسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقلني! فقال: ( إن الإسلام لا يقال ) فقال: إني لم أصب في ديني هذا خيرا! ذهب بصري ومالي وولدي! فقال: ( يا يهودي إن الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والفضة والذهب ) ؛ فأنزل الله تعالى: « ومن الناس من يعبد الله على حرف » .
وروى إسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( « ومن الناس من يعبد الله على حرف » قال: كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح؛ فإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء ) .
وقال المفسرون: نزلت في أعراب كانوا يقدمون على النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون؛ فإن نالوا رخاء أقاموا، وإن نالتهم شدة ارتدوا.
وقيل نزلت في النضر بن الحارث.
وقال ابن زيد وغيره: نزلت في المنافقين. ومعنى « على حرف » على شك؛ قاله مجاهد وغيره. وحقيقته أنه على ضعف في عبادته، كضعف القائم على حرف مضطرب فيه. وحرف كل شيء طرفه وشفيره وحده؛ ومنه حرف الجبل، وهو أعلاه المحدد.
وقيل: « على حرف » أي على وجه واحد، وهو أن يعبده على السراء دون الضراء؛ ولو عبدوا الله على الشكر في السراء والصبر على الضراء لما عبدوا الله على حرف.
وقيل: « على حرف » على شرط؛ وذلك أن شيبة بن ربيعة قال للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يظهر أمره: ادع لي ربك أن يرزقني مالا وإبلا وخيلا وولدا حتى أومن بك وأعدل إلى دينك؛ فدعا له فرزقه الله عز وجل ما تمنى؛ ثم أراد الله عز وجل فتنته واختباره وهو أعلم به فأخذ منه ما كان رزقه بعد أن أسلم فارتد عن الإسلام فأنزل الله تبارك وتعالى فيه: « ومن الناس من يعبد الله على حرف » يريد شرط.
وقال الحسن: هو المنافق يعبد الله بلسانه دون قلبه. وبالجملة فهذا الذي يعبد الله على حرف ليس داخلا بكليته؛ وبين هذا بقوله: « فإن أصابه خير » صحة جسم ورخاء معيشة رضي وأقام على دينه. « وإن أصابته فتنة » أي خلاف ذلك مما يختبر به. « انقلب على وجهه » أي ارتد فرجع إلى وجهه الذي كان عليه من الكفر. « خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين » قرأ مجاهد وحميد بن قيس والأعرج والزهري وابن أبي إسحاق - وروي عن يعقوب - « خاسر الدنيا » بألف، نصبا على الحال، وعليه فلا يوقف على « وجهه » . وخسرانه الدنيا بأن لاحظ في غنيمة ولا ثناء، والآخرة بأن لا ثواب له فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 2 مع التحقيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الحج : تفسير الايات من 1- 11 . " تفسير القرطبي " ج 1 مع التحقيق
» الفاتحة ج 3: تفسير القرطبي
» الفاتحة ج 2: تفسير القرطبي
» الفاتحة ج 1: تفسير القرطبي
» سورة العلق تفسير وأسباب نزول أواخرها . هام افهموا ترشدوا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حفدة الأيوبي ( كامل أحمرو) - أويس و إياس أحمرو الأيوبي - Al-Ayoubi Grandsons : Oways & Iyas  :: القرآن الكريم وعلومه - Holy Qur'an & Interpretation-
انتقل الى: