كيف يكون اول من نطق بالعربية اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، واللغة العربية قبل اسماعيل اصلًا؟ كم عدد الأنبياء والرسل ؟ وهل صح بذلك حديث صحيح ، يعتمد عليه؟
كم عدد الكتب السماوية الربانية المنزلة ؟ وهل صح بذلك حديث صحيح ، يعتمد عليه؟ اقتضت حكمة الله تعالى الخبير الحكيم العليم بأن يرسل لكل قوم رسولا بلغتهم ولسانهم فقال الحق سبحانه: "
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
إبراهيم:4 وقال الإمام الحافظ
ابن كثير في كتابه :
قصص الأنبياء ،ص 80 :
" وفي
صحيح ابن حبان عن
أبي ذر رضي الله عنه في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه [أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه] : « ...
وأربعة من العرب : هود ، وشعيب ، وصالح ، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم »". انتهى.
ويجمع أسماء هؤلاء الأربعة من الرسل عليهم الصلاة والسلام لفظ : [
شَهْصَمْ] : فحرف الشين يشير إلى شُعيب عليه السلام وحرف الهاء يشير إلى
هود عليه السلام وحرف الصاد يشير إلى
صالح عليه السلام وحرف الميم يشير إلى سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم .
وإلى ذلك أشار الشيخ الدكتور /بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى في حاشية كتابه : الإبطال لنظرية الخلط بين الإسلام وبين غيره من الأديان، عند قوله :
" ومن هذا العدد المبارك : أربعة من العرب ، وهم :
هود ، وصالح ، وشعيب ، ومحمد - صلى الله عليهم وسلم أجمعين"
الأحاديث المذكورة هنا سيتم تفصيلها والكلام عليها ، لاحقا...فلا تعجلوا.
وجاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال :" قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ ؟ قال: (
مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك ؟ قال: (
ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم ؟ قال: (
آدَمُ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ ؟ قال: (
نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا ) ثمَّ قال: (
يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سُريانيُّونَ: آدمُ وشِيثُ وأخنوخُ وهو إدريسُ وهو أوَّلُ مَن خطَّ بالقلمِ ونوحٌ، وأربعةٌ مِن العربِ: هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم )".
المحدث : ابن حبان في صحيحه: 361 وجاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال :" قلتُ يا رسولَ اللهِ كم الأنبياءُ قال:"
مائةُ ألفِ نبيٍ وأربعةَ وعشرونَ ألفًا "، قلت يا رسولَ اللهِ كم الرسل ُمنهم قال:"
ثلثمائةُ وثلاثةَ عشرَ جمٌ غفيرُ " قال يا أبا ذرٍ:"
أربعةٌ سريانيونَ آدمُ وشيثٌ ونوحٌ وخنوخُ وهو إدريسُ وهو أولَ من خط بقلمٍ وأربعةٌ من العربِ هودٌ وصالحٌ وشعيبٌ ونبيكَ وأولُ نبيٍ من أنبياءِ بني إسرائيلَ موسَى وآخرهُم عيسَى وأولُ النبيينَ آدمَ وآخِرُهم نبيكَ".
الراوي : أبو ذر | المحدث : السيوطي في الدر المنثور: 5/132 | خلاصة حكم المحدث : الصواب أنه ضعيف لا صحيح ولا موضوع .............................. ...................
بالنسبة لسيدنا
إسماعيل عليه السلام
أصل لسانه عليه السلام أنه ليس عربياً لكن فُتِقَ لسانُهُ بالعربية وتلكلم بعد ذلك بالعربية المُبِينَة كما جاء في الحديث :عن
علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"
أول من فتق لسانه بالعربية المُبِيْنَة إسماعيل و هوابن أربع عشرة سنة ".
علي بن أبي طالب .المحدث : الألباني في صحيح الجامع: 2581 . خلاصة حكم المحدث : صحيح أخرجه الإمام الشيرازي في ]الألقاب والكُنى] وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير،جـ 1ص 504وأشار أيضاً بقوله :الزبير بن بكار[في النَّسَب]-عن علي بن ابي طالب .
والطبراني999900]الكبير ]
والديلمي9900] مُسنَد الفردوس]عن ابن عباس. وقال
الحافظ ابن حجر في
الفتح :
"
]قَوْلُهُ : (
وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّة مِنْهُمْ )]:
فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ لِسَان أُمّه وَأَبِيهِ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا ، وَفِيهِ تَضْعِيف لِقَوْلِ مَنْ رَوَى أَنَّهُ أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّة ِ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرَك " بِلَفْظِ " أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّة ِ إِسْمَاعِيل " وَرَوَى الزُّبَيْر بْن بَكَّارٍ فِي النَّسَب مِنْ حَدِيث عَلِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ قَالَ : " أَوَّل مَنْ فَتَقَ اللَّه لِسَانه بِالْعَرَبِيَّة ِ الْمُبِينَة إِسْمَاعِيل ". وَبِهَذَا الْقَيْد يُجْمَع بَيْن الْخَبَرَيْنِ فَتَكُون أَوَّلِيَّته فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ الزِّيَادَة فِي الْبَيَان لَا الْأَوَّلِيَّة الْمُطْلَقَة، فَيَكُون بَعْد تَعَلُّمه أَصْل الْعَرَبِيَّة مِنْ جُرْهُم أَلْهَمَهُ اللَّه الْعَرَبِيَّة الْفَصِيحَة الْمُبِينَة فَنَطَقَ بِهَا ، وَيَشْهَد لِهَذَا مَا حَكَاهُ اِبْن هِشَام عَنْ الشَّرْقِيّ بْن قَطَامِيّ " إِنَّ عَرَبِيَّة إِسْمَاعِيل كَانَتْ أَفْصَح مِنْ عَرَبِيَّة يَعْرُب بْن قَحْطَان وَبَقَايَا حِمْيَر وَجُرْهُم " . وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون الْأَوَّلِيَّة فِي الْحَدِيث مُقَيَّدَة بِإِسْمَاعِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَقِيَّة إِخْوَته مِنْ وَلَد إِبْرَاهِيم فَإِسْمَاعِيل أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّة ِ مِنْ وَلَد إِبْرَاهِيم ، وَقَالَ اِبْن دُرَيْدٍ فِي " كِتَاب الْوِشَاح " أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّة ِ يَعْرُب بْن قَحْطَان ثُمَّ إِسْمَاعِيل".انتهى.
وقال الإمام
المُناوِي في
فيض القدير ،جـ2ص203: "(
ألهم إسماعيل) الذي وقفت عليه في أصول قديمة صحيحة من
شعب البيهقي و
المستدرك وتلخيصه
للذهبي بخطه
إبراهيم بدل
إسماعيل فليحرر وإنما نشرحه على لفظ إسماعيل (
هذا اللسان العربي إلهاما) من الله تعالى
أي ألهم الزيادة في بيانه وإيضاح تبيانه بعد ما تعلم العربية من أهل جرهم ولم تكن لسان أبويه كما يشعر به في البخاري في نزول أمه مكة ومرور رفقة من جرهم فتعلم منهم فالأولية في الخبر الآتي أول من فتق لسانه بالعربية إسماعيل ، فالمراد بها الأولية المقيدة بزيادة البيان وأحكام إفصاح ذلك اللسان لا الأولية المطلقة فإنها ليعرب بن قحطان (
الحاكم و
البيهقي في
شُعب الإيمان عن
جابر) قال الحاكم على شرط مسلم واعترضه الذهبي بأن مداره على إبراهيم بن إسحاق الغسيلي وكان يسرق الحديث" .انتهى.
وقال
البيهقي عقب إيراده المحفوظ مرسل. " . انتهى.
وقال الإمام
المُناوِي في ،جـ3 ص120 2837 :"(
أول من فُتِق لسانه) ببناء فتق للمفعول وللفاعل أي الله (
بالعربية) أي باللغة العربية وهي كما في المصباح كغيره ما نطق به العر ب (
المُبِيْنَة) أي الموضحة الصريحة الخالصة (
إسماعيل) ابن إبراهيم الخليل . قال
الزمخشري : ويسمى
أبو الفصاحة قال في
الروض الأنف : "
وهو نبي مرسل إلى جرهم والعماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فآمن بعض وكفر بعض ، (وهو ابن أربع عشرة سنة) ".
قال
الديلمي :"
أصل الفتق الشق أي أنطق الله لسان إسماعيل حتى تكلم بها وكان أول من نطق بها كذلك" . وقال في المصباح : " يقال العرب العاربة هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم ، والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم وهي لغة الحجاز وما والاها ". انتهى.
قال
ابن حجر :"
وأفاد بهذا القيد أعني المبينة أوليته في ذلك بحسب الزيادة والبيان لا الأولية المطلقة وإلا فأول من تكلم بالعربية جرهم وتعلمها هو من جرهم ثم ألهمه الله العربية الفصيحة المبينة فنطق بها ويشهد له ما حكي أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم ، ويحتمل كون الأولية مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى إخوته من ولد إبراهيم (الشيرازي) في كتاب (الألقاب عن علي) أمير المؤمنين ، ظاهر عدول المصنف للشيرازي أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب فقد خرجه الطبراني والديلمي من حديث ابن عباس باللفظ المزبور .
قال ابن حجر : وإسناده حسن ورواه الزبير بن بكار من حديث علي ، رفعه باللفظ المزبور ، وحسن ابن حجر إسناده أيضاً" . انتهى.
.....................
تحقيق عدد الرسل والانبياء - عليهم السلام - :
أرسل الله تعالى رسلاً إلى كل أمةٍ من الأمم ، وقد ذكر الله تعالى أنهم متتابعون ، الرسول يتبعه الرسول ، قال عز وجل : (
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )
سورة المؤمنون:44 وقال تعالى : (
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ )
سورة فاطر/24 .وقد ذكر ربنا تبارك وتعالى مِن أولئك الرسل والانبياء وأخبر بقصص بعضهم فقال سبحانه العليم : (
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا . وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )
سورة النساء:163-164 . قال
ابن كثير – رحمه الله - :
"
وهذه تسمية الأنبياء الذين نُصَّ على أسمائهم في القرآن ، وهم : آدم ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، والْيَسَع ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم .
وقوله : ( وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) أي : خلقاً آخرين لم يذكروا في القرآن ".
تفسير ابن كثير : ( 2 / 469 ) . وقد اختلف أهل العلم في عدد الأنبياء والمرسلين ، وذلك بحسب ما ثبت عندهم من الأحاديث الوارد فيها ذِكر عددهم ، فمن حسَّنها أو صححها فقد قال بمقتضاها ، ومن ضعَّفها فقد قال بأن العدد لا يُعرف إلا بالوحي فيُتوقف في إثبات العدد .
الأحاديث الواردة في ذِكر العدد :
1. عن
أبي ذر قال :"
قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : ( آدم ) ... ".
رواه ابن حبان ( 361 ) .والحديث ضعيف جدّاً ، فيه إبراهيم بن هشام الغسَّاني ، قال الذهبي عنه : متروك ، بل قال أبو حاتم : كذّاب ، ومن هنا فقد حكم ابن الجوزي على الحديث بأنه موضوع مكذوب.
قال
ابن كثير – رحمه الله - :
قد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه : "
الأنواع والتقاسيم " ، وقد وَسَمَه بالصحة ، وخالفه أبو الفرج بن الجوزي ، فذكر هذا الحديث في كتابه "
الموضوعات " ، واتهم به إبراهيم بن هشام هذا ، ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) . وقال
شعيب الأرناؤط :
إسناده ضعيف جدّاً – وذكر كلام العلماء في إبراهيم بن هشام - .
" تحقيق صحيح ابن حبان " ( 2 / 79 ) .2. وروي الحديث بذلك العدد –
مائة وأربعة وعشرون ألفاً – من وجه آخر :
عن
أبي أُمَامة قال :"
قلت : يا نبي الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمّاً غَفِيراً ) ".
رواه ابن حاتم في " تفسيره " ( 963 ) .
قال
ابن كثير – رحمه الله - :
مُعَان بن رفاعة السَّلامي :
ضعيف ، و
علي بن يزيد :
ضعيف ، و
القاسم أبو عبد الرحمن :
ضعيفٌ أيضاً .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) 3. وروي حديث
أبي ذر رضي الله عنه من وجه آخر ،
وليس فيه ذكر عدد الأنبياء ،
وإنما ذُكر عدد المرسلين : قال "قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : (
ثلاث مئة وبضعة عشر جمّاً غفيراً )" .
رواه أحمد ( 35 / 431 ) . وفي رواية أخرى ( 35 / 438 ) : (
ثلاثمئة وخمسة عشر جمّاً غفيراً ) .
قال
شعيب الأرناؤط :
إسناده ضعيف جدّاً ؛ لجهالة
عبيد بن الخشخاش ؛ ولضعف
أبي عمر الدمشقي ، وقال
الدارقطني : المسعودي عن أبي عمر الدمشقي :
متروك .
المسعودي : هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة .
" تحقيق مسند أحمد " ( 35 / 432 ) .4. عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
بعث الله ثمانية آلاف نبي ، أربعة آلاف إلى بني إسرائيل ، وأربعة آلاف إلى سائر الناس ) .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 7 / 160 ) .والحديث :
ضعيف جدّاً .
قال
الهيثمي – رحمه الله - :
رواه أبو يعلي وفيه : موسى بن عبيدة الربذي ، وهو
ضعيف جدّاً .
" مجمع الزوائد " ( 8 / 210 ) . وقال
ابن كثير – رحمه الله - :
وهذا أيضاً إسناد ضعيف ؛ فيه
الربذي :
ضعيف ، وشيخه
الرَّقَاشي :
أضعف منه أيضاً .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .5. عَنْ
أَبِى الْوَدَّاكِ ، قَالَ : قَالَ لِى
أَبُو سَعِيدٍ : هَلْ يُقِرُّ الْخَوَارِجُ بِالدَّجَّالِ ؟ فَقُلْتُ : لاَ. فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (
إِنِّى خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍ ، أَوْ أَكْثَرُ ، مَا بُعِثَ نَبِىٌّ يُتَّبَعُ ، إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ... ) .
رواه أحمد ( 18 / 275 ) .والحديث
ضعيف ؛ لضعف
مجالد بن سعيد .
قال
الهيثمي – رحمه الله - :
رواه أحمد ، وفيه
مجالد بن سعيد ، و
ثقه النسائي في رواية ، وقال في أخرى :
ليس بالقوى ،
وضعفه جماعة .
" مجمع الزوائد " ( 7 / 346 ) . و
ضعَّفه الأرناؤط في "
تحقيق المسند " ( 18 / 276 )
6. وروي هذا الحديث من رواية
جابر بن عبد الله رضي الله عنه :
رواه
البزار في " مسنده " ( 3380 ) "
كشف الأستار " .
وفيه
مجالد بن سعيد ، وسبق أنه
ضعيف .
قال
الهيثمي – رحمه الله - :
رواه البزار ، وفيه
مجالد بن سعيد ، وقد
ضعفه الجمهور ، فيه ثوثيق .
" مجمع الزوائد " ( 7 / 347 ) . وبناء على ما سبق من الأحاديث – وكلها ضعيفة – يتبين أنه قد اختلفت الروايات بذكر عدد الأنبياء والمرسلين ، فقال كل قوم بمقتضى ما صحَّ عنده، والأشهر فيما سبق هو حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وأن عدد الأنبياء :" مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، والرسل منهم : ثلاثمائة وخمسة عشر".
" قال بعض العلماء : إن عدد الأنبياء كـعدد أصحاب النبي صلى اللهُ عليْه وسلَّم ، وعدد الرسل كـ عدد أصحاب بدر .
لكن بالنظر في أسانيد تلك الروايات : لا يتبين لنا صحة تلك الأحاديث لا بمفردها ، ولا بمجموع طرقها . أقوال بعض الأئمة الذين يقولون بعدم صحة تلك الأحاديث وما تحويها من عدد :
1. قال شيخ الإسلام
ابن تيمية – رحمه الله - :
وهذا الذي ذكره أحمد ، وذكره محمد بن نصر ، وغيرهما ، يبين أنهم لم يعلموا عدد الكتب والرسل ، وأن حديث أبي ذر في ذلك لم يثبت عندهم .
" مجموع الفتاوى " ( 7 / 409 ) .ففي هذا النقل عن الإمامين أحمد بن حنبل ، ومحمد بن نصر المروزي : بيان تضعيف الأحاديث الواردة في ذكر العدد ، والظاهر أن شيخ الإسلام رحمه الله يؤيدهم في ذلك ، وقد أشار إلى حديث
أبي ذر بصيغة التضعيف فقال : "
وقد روي في حديث أبي ذر أن عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر " ، ولم يستدل به ، بل استدل بالآيات الدالة على كثرتهم ".
2. وقال
ابن عطية – رحمه الله – في تفسير آية النساء - :
"
وقوله تعالى : ( ورسلاً لم نقصصهم عليك ) النساء/164 : يقتضي كثرة الأنبياء ، دون تحديد بعدد ، وقد قال تعالى ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر/24 ، وقال تعالى : ( وقروناً بين ذلك كثيراً ) الفرقان:38 ، وما يُذكر من عدد الأنبياء فغير صحيح ، الله أعلم بعدتهم ، صلى الله عليهم ". انتهى
3. وسئل علماء اللجنة الدائمة :
كم عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟ .
فأجابوا :
"
لا يعلم عددهم إلا الله ؛ لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر:78 ، والمعروف منهم من ذكروا في القرآن أو صحت بخبره السنَّة" .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود . " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 256 ) .4. وقال الشيخ
عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
"
وجاء في حديث أبي ذر عند أبي حاتم بن حبان وغيره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسل وعن الأنبياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر "، وفي رواية أبي أمامة : " وخمسة عشر "، ولكنهما حديثان ضعيفان عند أهل العلم ، ولهما شواهد ولكنها ضعيفة أيضا ، كما ذكرنا آنفا ، وفي بعضها أنه قال عليه الصلاة والسلام:" ألف نبي فأكثر "، وفي بعضها أن :"الأنبياء ثلاثة آلاف"، وجميع الأحاديث في هذا الباب ضعيفة ، بل عد ابن الجوزي حديث أبي ذر من الموضوعات. والمقصود أنه ليس في عدد الأنبياء والرسل خبر يعتمد عليه ، فلا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى ، لكنهم جم غفير ، قص الله علينا أخبار بعضهم ولم يقص علينا أخبار البعض الآخر ، لحكمته البالغة جل وعلا" .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 66 ، 67 ) .5.وسئل الشيخ
عبد الله بن جبرين – حفظه الله - :
كم عدد الأنبياء والمرسلين ؟ وهل عدم الإيمان ببعضهم ( لجهلنا بهم ) يعتبر كفراً ؟ وكم عدد الكتب السماوية المنزلة ؟ وهل هناك تفاوت في عدد الكتب بين نبي وآخر ؟ ولماذ ؟.
ما جاء عن عدد الأنبياء والرسل - عليهم السلام -:
:
"
ورد في عدة أحاديث أن عدد الأنبياء : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، وأن عدد الرسل منهم : ثلاثمائة وثلاثة عشر ، كما ورد أيضاً أن عددهم: ثمانية آلاف نبي ، والأحاديث في ذلك مذكورة في كتاب ابن كثير " تفسير القرآن العظيم " ، في آخر سورة النساء على قوله تعالى : ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ ) ، ولكن الأحاديث في الباب لا تخلو من ضعف على كثرتها والأوْلى في ذلك التوقف . والواجب على المسلم الإيمان بمن سمَّى الله ورسوله منهم بالتفصيل ، والإيمان بالبقية إجمالاً ؛ فقد ذم الله اليهود على التفريق بينهم بقوله تعالى : ( وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ) فنحن نؤمن بكل نبي وكل رسول أرسله الله في زمن من الأزمان ، ولكن شريعته لأهل زمانه وكتابه لأمته وقومه .
فأما عدد الكتب : فورد في الحديث الطويل عن أبي ذر أن عدد الكتب مائة كتاب وأربعة كتب ، كما ذكره ابن كثير في التفسير عند الآية المذكورة ، ولكن الله أعلم بصحة ذلك ، وقد ذكر الله
التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ، فنؤمن بذلك ونؤمن بأن لله كتباً كثيرة لا نحيط بها علماً ، ويكفي أن نصدق بها إجمالاً ".
" فتاوى إسلامية " ( 1 / 41 ) .