الجنة و النار: أين مكان كل واحدة منهما على الصحيح؟اولا:
اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن لا يشك في ذلك أحد منهم.
الأدلة من الكتاب والسنة :
قال تعالى عن الجنة التي هي دار و مقر و مسقر المؤمنين المتقين :
"
وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
آل عمران:133 وقال عز وجل:"
سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ... "
الحديد:21 وقال تعالى :"
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
التوبة:72 وقال عز وجل:"
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ".
يونس:9-10وقال تعالى :"
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ . أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ . وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ . عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ . عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ "
النجم:11-15. و
قال الحق سبحانه وتعالى عن النار التي هي دار الكفرة و العصاة والمعتدين الظالمين المشركين:
قال عز وجل:"
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ".
النساء:14 وقال تعالى :"
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا . إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا".؟
النساء:168-169 قال عز وجل:"
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".
الاعراف:36 والأدلة من السنة النبوية المطهرة:
صح عند (
البخاري : 336 ، و
مسلم: 237 ) ، من حديث
أنس بن مالك و ابن حزم رضي الله عنهما في حادثة
الإسراء والمعراج ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى فقال :
"
...انطلق بي جبرائيل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال : "ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذ [ أي قباب ]
اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ".
وصح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- كما عند
البخاري ( 3887 ) ، من حديث
مالك بن صعصعة الأنصاري قال:
"
...ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قُلْال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال : هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ونهران ظاهران، فقُلْت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات،...".
وصح عند
البخاري:3342، من حديث
ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال:
"
...ثم انطلقَ حتى أتى السدرةَ المنتهى ، فغشيَهَا ألوانٌ لا أدري ما هي ، ثم دخلتُ الجنةَ ، فإذا فيها جنابذُ اللؤلؤِ ، وإذا ترابها المسكُ "
وصح عند(
البخاري : 1379 ، و
مسلم : 2866 ) ، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال :
"
إن أحدَكم إذا مات، عُرِضَ عليه مقعدُه بالغداةِ والعشيِّ، إن كان من أهلِ الجنةِ فمن أهلِ الجنةِ ، وإن كان من أهلِ النارِ فمن أهلِ النارِ، فَيُقالُ: هذا مقعدُك حتى يبعثَك اللهُ يومَ القيامةِ ".
وصح عند (
البيهقي في
شعب الإيمان: 1/300) ، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ، من حديث
البراء بن عازب رضي الله عنه :
"
...فينادي مناد من السماء أن صدق عبد فافرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا من الجنة ، فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح ، فيقول له : أبشر بالذي يسرك ، فهذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة ! رب أقم الساعة ! حتى أرجع إلى أهلي ومالي ،...".
وصح عند(
البخاري : 1052 ، و
مسلم : 907 ) ، من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : انخسفت الشمس على عهد رسول الله ـ فذكر الحديث ـ وفيه فقال :
"
...إن الشمسَ والقمرَ آيتان مِن آياتِ اللهِ ، لا يَخْسِفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه ، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا اللهَ ".
قالوا : يا رسولَ اللهِ ، رأيناك تناوَلْتَ شيئًا في مَقَامِك ، ثم رأَيناك كَعْكَعْتَ ؟ قال صلى الله عليه وسلم :
إني أُرِيتُ الجنةَ ، فتناوَلْتُ عُنْقُودًا ، ولو أَصَبْتُه لأَكَلْتُم منه ما بَقِيَتِ الدنيا ،...".
والذي نص عليه أهل العلم أن الجنة في السماء السابعة ، والنار في الأرض السفلى:
فقد روى
البخاري :7423، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
"
إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ".
وروى
الحاكم (8698) ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، قَالَ:
"
إن أكرم خليقة الله عليه أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإن الجنة في السماء والنار في الأرض. "
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . وروى أبو الزعراء
عبدالله بن هانئ ، عن
ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قال :
"
الجنَّةُ في السَّماءِ السَّابعةِ العليا ، والنَّارُ في الأرضِ السَّابعةِ السُّفلَى ، ثمَّ قرأ إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ و إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ"
ابن رجب في التخويف من النار: 72 . الحديث في إسناده ضعف قال
ابن الجوزي في
المنتظم:
"
ومما يدل على أن النار في الأرض حديث أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أتدرون ما هذا؟"
قلنا: الله أعلم.
قال:" هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً، فالآن انتهى إلى قعرها".
انفرد بإخراجه مسلم.
فإن قيل كيف تكون جهنم في الأرض، وقد رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فجوابه من وجهين:
أحدهما:
أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس، وقد روينا عن ابن الصامت أنه رؤي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي، فقيل له في ذلك، فقال ههنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه رأى جهنم.
والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء، وقد بدى له المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم". اهـ
وما عليه اهل السنة والجماعة أن :
الجنة في أعلى عليين ، والنار في سجين .
صح عن العرش، كما عند البخاري:2790 ، من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:
" من آمن باللهِ وبرسولِه ، وأقام الصَّلاةَ ، وصام رمضانَ ، كان حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ ، جاهِدْ في سبيلِ اللهِ ، أو جلس في أرضِه الَّتي وُلِد فيها ". فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، أفلا نُبشِّرُ النَّاسَ ؟ قال : " إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِ اللهِ ، ما بين الدَّرجتَيْن كما بين السَّماءِ والأرضِ ، فإذا سألتم اللهَ فاسألوه الفردوسَ ، فإنَّه أوسَطُ الجنَّةِ ، وأعلَى الجنَّةِ - أراه - فوقه عرشُ الرَّحمنِ". و
سجين في
الأرض السفلى ، لما صحت به الأحاديث والأخبار ، ومنها حديث
البراء بن عازب رضي الله عنه ، وفيه:
"...حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيَستَفتِحون لهم فيشَيِّعُه من كل سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة، فيقول الله عزَّ وجلَّ: اكتبوا كتابَ عبدي في علِّيين وأعيدوه إلى الأرضِ
]فإنِّي منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أُخرِجُهم تارة أخرى، قال
فتعاد روحه]
في جسَدِه..."
وتمام الحديث الصحيح عن البراء بن عازب رضي الله عنه، كما عند الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/52 :
"
خَرَجْنا مع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في جنازةِ رَجلٍ من الأنصارِ فانتهينا إلى القبرِ ولَمَّا يُلحَدْ، فجلس رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجلسنا حولَه وكأنَّ على رؤوسنا الطيرَ، وفي يده عود ينكثُ به في الأرضِ، فرفع رأسَه فقال:
"
استعيذوا بالله من عذابِ القَبرِ" -
مرَّتين أو ثلاثًا-
ثم قال:
"
إن العبد المؤمِنَ إذا كان في انقطاعٍ مِن الدنيا وإقبالٍ من الآخرة نزل إليه ملائكةٌ من السماء بيضُ الوجوه كأنَّ وجوهَهم الشمسُ، معهم كفنٌ من أكفان الجنة، وحَنوطٌ من حَنوطِ الجنَّة حتى يجلسوا منه مدَّ البَصَرِ ويجيء ملَكُ الموتِ عليه السلامُ حتى يجلسَ عند رأسِه، فيقولُ: أيَّتُها النفسُ الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ مِن الله ورضوانٍ، قال: فتخرج فتَسيلُ كما تسيلُ القَطرةُ في السقاءِ فيأخذها، فإذا أخذها لم يدَعوها في يَدِه طرفةَ عينٍ حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفَن وفي ذلك الحنوطِ، ويخرج منها كأطيبِ نفحةِ مِسكٍ وُجِدَت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرُّونَ على ملأ من الملائكة إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الطيب، فيقولون: فلان بن فلان بأحسَنِ أسمائه التي كانوا يسمُّونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيَستَفتِحون لهم فيشَيِّعُه من كل سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة، فيقول الله عزَّ وجلَّ: اكتبوا كتابَ عبدي في علِّيين وأعيدوه إلى الأرضِ ]فإنِّي منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أُخرِجُهم تارة أخرى، قال فتعاد روحه] في جسَدِه، فيأتيه مَلَكان فيُجلِسانه فيقولان [له]: مَن رَبُّك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان: ما دينُك؟ فيقول: ديني الإسلامُ، فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: رسولُ الله، فيقولان له: ما عَمَلُك؟ فيقول: قرأتُ كتابَ الله وآمنتُ به وصَدَّقتهُ، فينادي منادٍ مِن السماءِ أنْ صَدَقَ عبدي، فافرشوا له من الجنَّة، وألبِسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من رُوحِها وطِيبِها، ويُفسحُ له في قَبرِه مَدَّ بصرِه، قال: ويأتيه رجلٌ حسَنُ الوَجهِ حسَنُ الثِّيابِ طَيِّبُ الرِّيحِ، فيقول: أبشِرْ بالذي يسُرُّك، هذا يومُك الذي كنتَ تُوعَدُ، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيءُ بالخيرِ؟! فيقول: أنا عمَلُك الصالح، فيقول: رَبِّ أقِمِ السَّاعةَ حتى أرجِعَ إلى أهلي ومالي.
وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ. فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْزِعُهَا كَمَا يَنْزِعُ السَّفُّودَ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجَ مِنْهَا كَأَنْتَنِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرِّيحُ الْخَبِيثَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ - بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا - حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ". ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"، فَيَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى. ثُمَّ تُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ". ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" [الحج: 31]
فَيُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي. [فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي] فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسُمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ. فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ. فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ".
والدَّليل على أنَّ
النَّارَ في
الأرض : قول الله تعالى:
"
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ " و
سِجِّين الأرض السُّفلى ؛ فالنَّار في الأرض ، ورُوِيَ في ذلك آثار عن
ابن عباس، و
ابن مسعود ، وهو ظاهر القرآن قال تعالى:
"
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " .
الأعراف:40،
فالجنة في
السماء ، لا تفتح ابوابها للمستكبرين المنكرين الظالمين الكافرين.