فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ

قال ربنا تبارك وتعالى:
" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ".
سورة البقرة: ١٥٢

'Then do ye remember Me; I will remember you. Be grateful to Me, and reject not Faith'.

'so remember Me, and I shall remember you; and be grateful unto Me, and deny Me not'.

"So glorify Me and I will grant you eminence and be thankful to Me, and be not ungrateful to Me (for My favours to you)".

[Authenticated and documented by : Abu Oways]

Tafsir al-Jalalayn:

' So remember Me, through prayer, glorification and the like, I will remember you: this is said to mean,
‘I will reward you’; in a hadīth about God [that He says]: ‘whoever remembers Me in himself, I will remember him in Myself, and whoever remembers Me in an assembly, I will remember him in an Assembly more excellent than his’; and be thankful to Me, for My grace, by being obedient, and be not ungrateful towards Me, through disobedience'.

قال الإمام النووي:
'واعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحو ذلك، بل كل عامل لله- تعالى- بطاعة فهو ذاكر لله- تعالى-'.
[ذكر به ووثقه، وبينه: ابو أويس]

وقوله- تعالى-:
(وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) معطوف على ما قبله.

* والشكر في اللغة- كما يقول القرطبي- الظهور، ومنه قولهم:'دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف'.

*وحقيقته عرفان الإحسان وإظهاره بالثناء على المحسن)،
يقال شكره وشكر له، كما يقال:
' نصحه ونصح له').

* وأصل الكفر في كلام العرب:
" الستر والتغطية والجحود"، ويستعمل بمعنى (عدم الإيمان)، فيتعدى بالباء فيقال: "كفر بالله"، ويستعمل بمعنى عدم الشكر- وهو المراد هنا- فيتعدى بنفسه، فيقال:
" كفر النعمة" أي= جحدها، وكفر المنعم أى جحد نعمته، ولم يقابلها بالشكر'.
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه: ابو أويس]

والمعنى:
' اشكروا لي ما أنعمت به عليكم من ضروب النعم، بأن تستعملوا النعم
فيما خلقت له، وبأن تطيعوني في السر والعلن، وحذار من أن تجحدوا إحسانى إليكم، ونعمى عليكم فاسلبكم إياها'.

قال- تعالى-:
'لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ،
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ' .

'وقدم- سبحانه- الأمر بالذكر
على الأمر بالشكر، لأن في الذكر اشتغالا بذاته- تعالى-، وفي الشكر اشتغالا بنعمته، والاشتغال بذاته أولى بالتقديم من الاشتغال بنعمته. وقوله وَلا تَكْفُرُونِ تأكيد
لقوله وَاشْكُرُوا لِي) '.
[ذكر به ووثقه، وبينه: ابو أويس]

*وهذا تحذير لهذه الأمة حتى لا تقع فيما وقع فيه بعض الأمم السابقة التي فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ.

*وبعد أن أمر- سبحانه- عباده بذكره وشكره، وجه نداء إليهم بين لهم فيه ما يعينهم على ذلك، كما بين لهم منزلة الشهداء، وعاقبة الصابرين
على البلاء.

*وقال الحسن البصري في قوله : ( فاذكروني أذكركم ) قا:
' اذكروني فيما افترضت عليكم،
أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي'.

*وعن سعيد بن جبير:
" اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي،
وفي رواية : برحمتي".
[ذكر به ووثقه، وبينه: ابو أويس]

* وعن ابن عباس في قوله ( فاذكروني أذكركم ) قال:
' ذكر الله إياكم، أكبر من ذكركم إياه".
وفي الحديث الصحيح :
" يقول الله تعالى :' من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه... " .
قال الإمام أحمد:
"حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ :
" قال الله عز وجل : يا ابن آدم ، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك ، في ملأ من الملائكة أو قال : [ في ] ملأ خير منهم ، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا ، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا ، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول "
صحيح الإسناد: أخرجه البخاري من حديث قتادة. وعنده قال قتادة : "الله أقرب بالرحمة".

وقوله تعال:
( واشكروا لي ولا تكفرون )
أمر الله تعالى بشكره، ووعده على شكره بمزيد الخير ، فقال:
( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) [ إبراهيم : 7 ] .
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه: ابو أويس]

*وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا شعب، عن الفضيل بن فضالة رجل من قيس حدثنا أبو رجاء العطاردي، قال: خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده، فقال:
'إن رسول الله ﷺ قال:
" من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه " . وقال روح مرة : " على عبده " .
...........
سبحان الله والحمد لله و
لا إله إلا الله والله أكبر...
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، الحمد لله كثيرا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبي الله ونعم الوكيل، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صلّ وسلم وزد وبارك وأكرم وأنعم على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقرة عيوننا الهادي الشافع المشفع المصطفى المصفّى سيد الآخرين والأولين، الماحي العاقب الحاشر المقفي، نبي الرحمة والملحمة سيدنا مُحمّد، وعلى اله وجمع صحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا عظيما...من كل ما ذكرت ربنا: عدد ما خلقت وملء ما خلقت، عدد كل شيء وملء كل شيء، حتى ترضى وملء رضاك، كما يليق بجاهك وجلالك وسلطانك وجمالك.