لئن حاسبني ربي
...
قصة الاعرابي الخرافية، التي عجز الهنود عن صناعتها في الافلام والمسلسلات، وعجز عن دبلجتها الايرانيون والكوريون :
بينما النبي ﷺ في الطواف، إذ
سمع أعرابياً يقول:
"يا كريم! "
فقال النبي ﷺ خلفه:
"يا كريم"!
فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب،
وقال:" يا كريم! "
فقال النبي ﷺ خلفه: "يا كريم!".
فالتفت الأعرابي إلى النبي ﷺ،
وقال:'يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً! والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي محمد ﷺ'!
تبسم النبي ﷺ وقال:
" أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟"
قال الأعرابي:' لا'!
قال النبي ﷺ:' فما إيمانك به؟'
قال :'آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه'.
قال النبي ﷺ:" يا أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة".
فأقبل الأعرابي يقبـِّل يد النبي ﷺ.
فقال النبي ﷺ: "مه يا أخا العرب،
لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها،
فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا
متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً"!.
فهبط جبريل على النبي ﷺ وقال له:
[ يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للأعرابي:
{ لا يغرَّنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، و
الفتيل والقـِطمير}].
فقال الأعرابي:'أو يحاسبني ربي يا رسول الله!؟'
قال ﷺ:" نعم يحاسبك إن شاء".
فقال الأعرابي:" وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه".
فقال النبي ﷺ :"وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟"
قال الأعرابي:'إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن
حاسبني على معصيتي، حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه'.
فبكى النبي ﷺ حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي ﷺ وقال:
[ يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: {يا محمد قلـّل من بكائك، فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، وقل لأخيك الأعرابي، لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة}]
[كتبه ووثقه، وبينه:أبو أويس].
🤫(الآكشن عند القصاص، بلغ ذروته، لاستعماله خليط الحشيش و البناجو وقليل من المريجوانا)
أيها الفضلاء العقلاء، يا أصحاب الألباب العاقلة والقلوب الصافية الندية الزكية...
ليس لهذه القصة ولا لهذا الكلام وما يدعى انه حديث، ليس له صحة ولم يذكره أحد من أصحاب الكتب المعتمدة في الحديث الشريف، ولا فيما صح عند أصحاب السّيَر.
كلام باطل وقصة خرافية، وفيها
من المجازفات والتطاول، وقلة الأدب، مع الله تبارك وتعالى، مما يوصل للكفر والتألّي على الله، والعياذ بالله!
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
جاء في:'مجموعة الفتاوى'،
لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحرّاني: ج:١٣/٢٤٢، قوله:
'وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك، فلا أصل له'.
ولنعلم أيها الفضلاء العقلاء، انه لا ينبغي ولا يصح ولا يجوز للعبد أن يخاطب ربه بمثل تلك الألفاظ المنافية للأدب ولجلال الله وعظمته.
* ولو صحت القصة والخرافة، لما كان النبي ﷺ ليقره على قوله وتعديه!
×( لئن حاسبني ربي لأحاسبنه )!
فالعبد لا ولن يحاسب ربه تعال:
لقوله سبحانه:
(لايٌسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُوُنْ).
*حتى أن الرسل عليهم السلام، ممن عصوا ووقعوا في الخطيئة، ما قالوا إلا بالأدب والرجاء والخوف وطلب المغفرة، فابوبا آدم وأمنا حواء،
عليهما السلام، قالا في دعائهما :
( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ). سورة الأعراف: 23.
*ونوح عليه السلام قال:
( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ
مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ).
سورة هود: 47.
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
وقول الرسل جميعا، عليهم السلام، يوم القيامة، بأدب وخشوع وتذلل وخوف وخشية، من الله تعالى ،كما قال ربنا تبارك وتعالى
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) .
وبين النبي ﷺ،ان العمل لا ينجي العبد، إنما رحمة والله ومغفرت،
فقال ﷺ: "ما منكم مِن أحدٍ يُدخِلُه عَمَلُه
الجنَّةَ، ولا يُنَجِّيه مِن النَّارِ، إلَّا بِرحمةٍ مِن اللهِ وفَضْلٍ"،
قال: قالوا:' يا رسولَ اللهِ، ولا أنتَ؟' قال:" ولا أنا؛ إلَّا أنْ يتغَمَّدَني اللهُ منه بِرحمةٍ"،
قال: وقالَ رسولُ اللهِ ﷺ بيَدِه، يَقبِضُها ويَبسُطُها'.
أخرجه البخاري (6463)، و
مسلم (2816)، وابن ماجه (4201)، وأحمد (9064) واللفظ له. عن أبي هريرة عن النبي ﷺ.
" ما منكُم من أحدٍ إلَّا ومَعهُ شيطانٌ"
قالوا : ومعَكَ ؟ قال ﷺ:" ومَعي إلَّا أنَّ اللهَ تعالى أَعانَنِي عليهِ فَأسلمَ ،
"وما مِنكُم مِن أحدٍ يُدخلُه عَملُه الجنَّةَ ".
قالوا؛' ولا أَنتَ ؟'
قال ﷺ:
"ولا أنا إلَّا أن يَتغمَّدَنيَ اللهُ"، [ بِرحمَةٍ ]'.
شريك بن طارق. ابن حجر العسقلاني في:'المطالب العالية': 4/215
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
" لن يُنجِيَ أحدًا منكم عملُه"!
قالوا:' ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ؟'
قال:" ولا أنا إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ
منه برحمةٍ".
[ وفي روايةٍ ]:
" ما منكم من أحدٍ يُدخِلُه عملُه الجنَّةَ "!
فقال بعضُ القومِ:' ولا أنتَ'... فذكَره'.
أبو موسى الأشعري . الهيثمي في:
'مجمع الزوائد': 10/359.
والعبـد الذي يسأل ويطلب ويرجو ربه عفوه وكرمه، يجب أن يكون خاشعا منكسرا راجيا للمغفرة، لا سائلا ربه.
والصواب أن يقول العبد:
" إن حاسبني ربي على ذنوبي،
رجوتُ رحمته وسألته مغفرته".
"وإن حاسبني على بخلي، سألته أن يمن علي بكرمه وتجاوزه، فإني مقر بذنبي وهـو الجواد الكريم.
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
وعلينا العلم والتعلم والتذكر والتذكير، بأن الحديث الموضوع و
المنكر، ومالم يصح من الأقوال والأفعال عن النبي ﷺ،
لا يجوز
ولا يحل لأحد روايته وذكره، منسوباً إلى رسول الله ﷺ، إن علم المسلم بوضعه ونكارته وفريته على رسول الله ﷺ،
اللهم ما كان على سبيل البيان والتوضيح لنكارته وبطلانه وعدم
ثبونه، وللتحذير منه.
روى مسلم،ج:1، ص:7، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ".
* وهو من حديث: (مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ)، عَنِ (الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ).
وعن الزبير بن العوام، عن النبي ﷺ، انه قال: 'مَن حدَّث عنِّي كَذِبًا؛ فلْيَتبوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ'.
شعيب الأرناؤوط في'تخريج مشكل الآثار': 389.✓
'من حدَّثَ عني حديثًا، وهو
يَرَى أنه كذِبٌ فهو أحدُ الكاذِبَيْنِ'.
المغيرة بن شعبة. سنن الترمذي: 2662
* وعن علي بن أبي طالب عن النبي ﷺ. صحيح ابن ماجه: 36.
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
قال السخاوي:
' وكفى بهذه الجملة وعيداً شديداً في حق من روى الحديث وهو يظن أنه كذب'.
وقال الخطيب البغدادي:
" يجب على المحدث أن لا يروي شيئاً من الأخبار المصنوعات والأحاديث الباطلة، فمن فعل ذلك باء بالإثم المبين، ودخل في جملة الكذابين". ا.هـ
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
ولا يوجد كتاب يذكر القصة أصلا -فيما استطعت الوصول إليه-، إلا أن
- أبا حامد الغزالي - وعلى عادته رحمه الله، أورد حديثاً باطلاً في:
(إحياء علوم الدين 4/130)
قريباً من مضمون القصة الخرافية،
وفيها:
" أن أعرابياً قال لرسول الله ﷺ، يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟
فقال ﷺ:" الله - تبارك وتعالى-".
قال:'هو بنفسه؟'
قال:" نعم"،
فتبسم الأعرابي.
فقالﷺ:" ممَّ ضحكت يا أعرابي؟"
قال:' إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا
حاسب سامح....'
إلى آخر القصة الخرافية المختلقة! .
قال العراقي عن هذا الحديث:
"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي
ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً. (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعيـة الكبرى: 6/364).
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
* ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن سعة رحمة الله تبارك وتعالى وعظيم عفوه ومغفرته عز وجل، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين والداعين والآيبين إليه، سبحانه. فلا شك ولا ريب بأن مغفرته ورحمته وسعت كل شيء، لكن الكذب على رسوله ﷺ واختلاق قصص، لا أصل لها، لا ينبغي أصلا.
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
فدائما ما أذكر وأقول، بأنه ينبغي على المسلم التحري والتثبت من صحة مل ما يقال ويكتب وينقل له، قبل أن يبني عليه شيئا من علم أو عمل ؛ وبهذا أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا...(فَتثبّتُوا))
سورة الحجرات: 6
وحذر النبي ﷺ من خطورة ونقل كل ما يسمع وينقل ويقال ويعلن ويذاع، فإن النقل والرواية أمانة يجب أداؤها على وجهها الصحيح بالتثبت.
قال النبي ﷺ :
( كَفَى بِالمَرْءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ).(رواه مسلم، ج:1، ص:8،ح5)
من حديث حفص بن عاصم، وابي هريرة.
[كتبه وذكر به ووثقه، وبينه:
ابو أويس الأيوبي].
�(اللهم اسمع قلوبنا كما أسمعت آذاننا وارزقنا اليقين والتوكل وحسن السمع والطاعة والتطبيق، والتبليغ بعلم وتثبت، واغفر لنا ما قدمنا وأخرنا وما أعلنا واسررنا�)
الخميس يونيو 18, 2020 6:20 am